وكان أشرف من شاهدناه في الأخلاق ، نور الله ضريحه ) . فإن أفعلي التفضيل من العلامة قدس سرّه يدلان على مقام مميز بين العلماء والأتقياء ، عالٍ جداً ، وخاصٍّ جداً . ومنها : توجيهاته قدس سرّه العملية لطالب العلم في كتابه آداب المتعلمين ، وكتبه الأخلاقية والعرفانية ، بمثل قوله : ( ينبغي لطالب العلم أن يفرغ يومه للكتابة والمطالعة والفكر والحفظ ، فيجد بذلك بركة عظيمة ، وأن يفعل أفعال الخير كالمواظبة على الصلاة والصيام في كل أسبوع يوماً أو يومين ، والصدقة ولو بفلس واحد ، ويتجنب عن الشر والخبائث ، على اختلاف أنواعها ) . ( الذريعة : 1 / 26 ) . وكذلك شهادة المحقق الكركي قدس سرّه في حقه ، قال في الخراجيات / 74 : ( ومن تأمل في كثير من أحوال الكبراء من علمائنا السالفين مثل السيد الشريف المرتضى علم الهدى وأعلم المحققين من المتقدمين والمتأخرين : نصير الحق والدين الطوسي ، وبحر العلوم ، ومفتي العراق جمال الملة والدين الحسن بن مطهر ، وغيرهم رضوان الله عليهم ، نظر متأمل منصف ، لم يعترضه الشك في أنهم كانوا يسلكون هذا المنهج ويفتحون هذا السبيل ، وما كانوا ليودعوا بطون كتبهم إلا ما يعتقدون صحته ) . ورسائل الكركي : 1 / 270 ، والمكاسب : 2 / 219 ، ونهاية الدراية للسيد الصدر / 31 ) . 5 - شذَّ ابن تيمية فاتَّهم الطوسي قدس سرّه بالتآمر مع هلاكو ! مع أن الجميع يعرفون أن نصير الدين الطوسي قدس سرّه كان أسيراً بيد الطاغية هولاكو ، فقد أخذه بعد أن احتل قلاع الإسماعيلية وقتل زعماءهم ! لكن ابن تيمية المعروف بعقدته من الشيعة استغل وجوده مع هولاكو فاتهمه بأنه هو الذي دعاه إلى غزو بغداد ، وأشار عليه بقتل الخليفة المستعصم ! وقد خالف ابن تيمية بعض مؤيديه كالذهبي وابن كثير ، ودافعوا عن النصير قدس سرّه . قال ابن كثير في النهاية : 13 / 313 : ( النصير الطوسي محمد بن عبد الله الطوسي ،