واحتاجوا في ذات أنفسهم إلى الرجوع لعادة جنكز خان والاقتداء بحكم الياسة ، ونصبوا الحاجب ليقضي بينهم فيما اختلفوا فيه من عوايدهم ، والأخذ على يد قويهم وإنصاف الضعيف منه على مقتضى ما في الياسة ! وجعلوا إليه من ذلك النظر في قضايا الدواوين السلطانية عند الاختلاف » . وقال المقريزي في السلوك / 264 : « وكتب السلطان إلى النواب بإكرام الوافدية من التتار والإقامة لهم ما يحتاجون إليه من العليق والغنم وغيره ، وسيرت إليهم الخلع والإنعامات والسكَّر ونحوه ، وساروا إلى القاهرة ، فخرج السلطان إلى لقائهم في سادس عشري ذي الحجة ، ولم يتأخر أحد عن مشاهدتهم » . وقال في المواعظ والاعتبار / 1240 : « فتكاثروا بديار مصر وتزايدت العمائر في اللوق وما حوله ، وصار هناك عدة أكال عامرة آهلة . . . وفي سادس ذي الحجة من سنة إحدى وستين قدم من المغل والبهادرية زيادة على ألف وثلاث مائة فارس ، فأنزلوا في مساكن عمرت لهم باللوق بأهاليهم وأولادهم » . أقول : ثم قام بركة خان المغولي بتزويج ابنته إلتطمش للسلطان الظاهر بيربس فأنجبت له ولداً وسمته بركة خان على اسم أبيها ، وأقنعت بيبرس فجعله ولي عهده ، ولما مات بيبرس كان عمر ابنها 19 سنة فحكم مدة يسيرة ، وكان سلوكه مشيناً ، فثار عليه الأمراء وخلعوه ، وبايعوا أخاه سلامة مكانه ! قال في النجوم الزاهرة : 7 / 259 : « الخامس من ملوك الترك بمصر ، سميَ بركة خان على اسم جده لأمه بركة خان بن دولة خان الخوارزمي » . وفي نهاية ابن كثير : 13 / 338 : « غلبت عليه الخاصكية فجعل يلعب معهم في