عظيمة ومملكة تفوق مملكة هولاكو من بعض الوجوه ، وكان يعظم العلماء ويعتقد في الصالحين ، ولهم حرمة عنده . من أعظم الأسباب لوقوع الحرب بينه وبين هولاكو كونه قتل الخليفة . . وقد سافر من سقسين سنة نيف وأربعين إلى بخارى لزيارة الشيخ سيف الدين الباخرزي فقام على باب الزاوية إلى الصباح ، ثم دخل وقبَّل رجل الشيخ ، وأسلم معه جماعة من أمرائه » ! وقال القلقشندي في مآثر الإنافة : 2 / 90 : « وكان للمستعصم وزير يقال له مؤيد الدين بن العلقمي رافضي ، فشق ذلك عليه فكتب إلى هولاكو بن طولى بن جنكزخان ملك التتر وأطمعه في البلاد ، فخرج هولاكو للاستيلاء على بلاد الخليفة . وكان برَكة بن طوجى خان صاحب بلاد الشمال التي قاعدتها الآن السراي ، قد أسلم على يد الباخرزي أحد مشايخ الصوفية وأوصاه بالخليفة المستعصم ، وكتب بركة إلى الخليفة يعرفه ذلك وأنه معاضده وناصره ، وانتظمت الصحبة بينه وبين الخليفة ، فمرَّ هولاكو على بركة قاصداً بغداد ، فاعترضه بركة ومنعه من ذلك وقال : إن الخليفة صاحبي فلا سبيل إلى وصولك إليه ، وإن لم ترجع عنه حاربتك ! فتوقف هولاكو حينئذ عن قصد بغداد سنتين حتى مات بركة فقصد بغداد حينئذ » . انتهى . وما قالوه في بركة كذبٌ صريح ! فهو لم ينهَ ابن عمه هولاكو عن غزو بغداد ولا عن قتل الخليفة ، بل أمدَّه بجيش لذلك ! ففي تاريخ الذهبي : 48 / 35 : « وركب هولاكو إلى العراق ، وكان على مقدمته باجو نوين ، وفي جيشه خلقٌ من الترك والكرج ، ومن عسكر بركة بن عم هولاكو ، ومدد من صاحب الموصل » !