الموالي ، فلما أذَّن المؤذن للصبح دخلوا المسجد ثم نادوا : أحدٌ ، أحد ، وصعد عبد الله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي ( صلى الله عليه وآله ) عند موضع الجنائز فقال للمؤذن : أذِّنْ بحيَّ على خير العمل ، فلما نظر إلى السيف في يده أذن بها ، وسمعه العمري ( حاكم المدينة من قبل المنصور العباسي ) فأحس بالشر ، ودهش وصاح : أغلقوا البغلة ( يقصد الباب ) وأطعموني حبتي ماء ! قال علي بن إبراهيم في حديثه : فوُلده إلى الآن بالمدينة يُعرفون ببني حبتي ماء » ! 6 - قال ابن الجوزي في المنتظم : 5 / 28 : « وفي أول يوم من شوال حضر الموكب النقباء والأشراف والقضاة والشهود ، فنهض بعض المتفقهة وأورد أخباراً في مدح الصحابة وقال : ما بال الجنائز تمنع من ذكر الصحابة عليها بمقابر قريش وربع الكرخ ، والسنة ظاهرة ، ويد أمير المؤمنين قاهرة ؟ ! فطولع بما قال ، فخرج التوقيع بما معناه : أُنهيَ ما ارتُكب بمقابر قريش من إخمال ذكر صاحبي رسول الله ( ص ) وتورطهم في هذه الجهالة ، واستمرارهم على هذه الضلالة ، التي استوجبوا بها النكال ، واستحقوا عظيم الخزي والوبال ، وإنما يتوجه العتب في ذلك نحو نقيب الطالبيين ، ولولا ما تدرَّع به من جلباب الحكم ، وأسباب يتوخاها ، لتقدم في فرضه ما يرتدع به الجهال ، فليؤمر بإظهار شغل السنة في مقابر باب التبن ، ورَبْع الكًرْخ ، من ذكر الصحابة على الجنائز ، وحثهم على الجمعة والجماعة والتثويب بالصلاة خير من النوم ، وذكر الصحابة على مساجدهم ومحاريبهم أسوة بمساجد السنة ، والتقدم بمكاتبة ابن مزيد ( الشيعي حاكم الحلة ) ليجري على هذه السيرة في بلاده ، فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ