الخطاب : إني أخاف أن يتكل الناس على الصلاة إذا قيل : حي على خير العمل ويَدَعوا الجهاد ! فأمر أن يطرح من الأذان حيَّ على خير العمل » ! وقال القاضي المغربي في دعائم الإسلام : 1 / 142 : « وروينا عن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه قال : كان الأذان بحي على خير العمل على عهد رسول الله وبه أمروا في أيام أبي بكر وصدر من أيام عمر ، ثم أمر عمر بقطعه وحذفه من الأذان والإقامة ، فقيل له في ذلك فقال : إذا سمع الناس أن الصلاة خير العمل تهاونوا بالجهاد وتخلفوا عنه ! والعامة تروي مثل هذا ، وهم بأجمعهم إلى اليوم مصرون على اتِّباع عمر في هذا وترك اتباع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) واحتجوا بقول عمر هذا ! وظاهر هذا القول يغني عن الإحتجاج على قائله ، وإنما أمر الله عز وجل بالأخذ عن رسوله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا . وقال : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أمره أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وقال : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أمرهمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً . وقال رسول الله ( عليهما السلام ) : اتبعوا ولا تبتدعوا ، فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ! أفكان عمر عند هؤلاء الرعاع أعلم بمصالح الدين والمسلمين ، أم الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ وقد أنزل الله عز وجل في كتابه من الرغائب والحضَّ على الصلاة وعلى الجهاد ، وعلى كثير من أعمال البر ، ما أنزله وافترض فرائضه ! فهل لأحد أن يُسقط من كتاب الله عز وجل شيئاً مما حض به على فريضة من فرائضه ؟ أو هل وسع لأحد في ترك فريضة لأنه حض ورغب في غيرها أكثر مما حض ورغب فيها ؟ ! هذا ما لا يقوله