أما مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) فمشروعه وحدة المسلمين بدون قهر ولا غلبة ، وحدةٌ تحترم حرية الإنسان المسلم في التفكير والاعتقاد والتعبير والممارسة . فهذه هي وحدة ( لا إكراه في الدين ) التي دعا إليها النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهي الوحدة العصرية التي يتبناها الفكر الحديث ، فلا يجبر أحداً على عقيدة ! 3 - مثل تاريخي لجهاد الشيعة لإحياء سنة النبي ( صلى الله عليه وآله ) كافح الشيعة عصوراً طويلاً ، وما زالوا يكافحون ، من أجل حريتهم المذهبية . ومن مفردات مطاليبهم التي سجلها التاريخ ، فقرة : حَيَّ على خير العمل ، في الأذان ، التي صارت علامةً للإمامية والزيدية والإسماعيلية ، وشعاراً يرفعه الثوار على الحكومات ! فقد كانت هذه الفقرة فصلاً من الأذان في عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعهد أبي بكر ، وقسمٍ من عهد عمر ، ثم حذفها عمر بحجة أن الناس قد يتصورون أن الصلاة خيرٌ من الجهاد ، ويتركون فتح البلاد ! واعترض عليه أهل البيت ( عليهم السلام ) وبعض الصحابة والتابعين ، وكان ابنه عبد الله بن عمر يؤذن بها ! وقد ألف العلماء أكثر من خمسين بحثاً ورسالة في إثبات كونها جزءً من الأذان ، الذي أوحاه الله تعالى إلى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلمه إياه جبرئيل ( عليه السلام ) . قال في الإيضاح / 201 : « ورويتم عن أبي يوسف القاضي ، رواه محمد بن الحسن وأصحابه ، عن أبي حنيفة قالوا : كان الأذان على عهد رسول الله ، وعلى عهد أبي بكر ، وصدر من خلافة عمر ، ينادى فيه : حيَّ على خير العمل ، فقال عمر بن