المقدور ! فيقولون : لا ، نحن نأمرك أن تقنع نفسك وقلبك ! أليس معناه أنهم حزبُ : من لم يكن معنا فهو علينا ، وحكمه القتل ! أليس هو نفس منطق الذين هاجموا بيت علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ، يوم وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقالوا لهم : من لم يبايع أبا بكر فحكمه أن نحرق عليه بيته ! أليس معناه : أن الله تعالى فَوَّض أبا بكر وعمر ما لم يفوضه لنبي ولا لصحابة نبي طوال التاريخ ! فأعطاهما الحق في أن يفرضا على هذه الأمة رأيهما ، ويحرِّما عليها الرأي الآخر ، تحت طائلة العقوبة بالقتل ، ولهذا استحق أهل البيت والسبعون صحابياً الذين امتنعوا عن بيعتهما القتل أو الحرق ! ومعناه : أنه لا يجوز لأحد من الأمة أن يطرح الرأي الآخر حتى لو كان حديثاً نبوياً عن وصية النبي ( صلى الله عليه وآله ) بإمامة أهل بيته ( عليهم السلام ) ! ومعناه : أنه لا يجوز لأحد أن يتكلم بما يعتبر عند حزب أبي بكر وعمر إساءةً لهما حتى لو كان كلامه آيةً قرآنيةً أو حديثاً نبوياً ! ومعناه : أنك لتكون مسلماً يجب أن تقبل بمصادرة عقلك وحريتك ، وتدخل في دولة الرأي الواحد ، والحزب الواحد ، وديكتاتوريتها ! هذا هو واقع تاريخنا البعيد والقريب والحاضر ! وهو واقعنا وليس الكلام الجميل الذي يقوله المنادون بالإنسان وحقه في الرأي والتعبير ! فهل اقتنعت أن خطة فرض إمامة أبي بكر وعمر كانت وما زالت عاملاً في صناعة الأحداث ؟ !