الذي ليس بعده اتفاق ، هذا هو المحاربة التي ليس بعدها مصاحبة ! هذا والله الإفك والبهتان ! بجدِّك قل لي : هل درى صاحب الفتوى أي دماء من أهل الشهادتين سفكها ، وأي حرائر قانتات هتكها ، وأي حرمات لله عز وجل انتهكها ، وأي صبية من بني الإسلام سلبها ، وأي أموال مزكيات نهبها ، وأي ديار معمورة بالصلاة وتلاوة القرآن خربها ، وأي كبد لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك فرآها ، وأي عين لآل محمد ( عليهم السلام ) بفتواه أقذاها ، وأي فتنة بين المسلمين أججها ، وأي حرب بينهم ألجمها وأسرجها ، وأي شوكة لهم بذلك كسرها ، وأي دولة لأعدائهم أعزها ونصرها ، وأي مخالفة لحكم الله ارتكبها ، وأي أوزار بتكفيره للمسلمين احتقبها ؟ ! . . . ظن الرجل أنه قضى على الشيعة بعداوته ، وزعم أنه أسقطهم بإفكه وبهتانه ، فطاش سهمه وظلت مطيته ، بل كان كالباحث عن حتفه بظلفه والجادع ما رن أنفه بكفه . . كان العزم على أن نربأ عن مناقشته ولا نلوث اليراع بمحاسبته ، لوضوح افترائه وظهور ظلمه واعتدائه ، لكن اقتدينا بالكتاب الكريم والذكر الحكيم ، إذ تصدى للرد على كل أفاك أثيم ، فقال جل وعلا : وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ . . » . الخ . 7 - كانت الشام مركز النُّصْب والعداء لأهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم في زمن معاوية ، واستمرت عليه قروناً ، وقد بقيت منه بقية إلى يومنا هذا ! ثم تنقَّل مركز النصب تبعاً للسياسة ، فكان في بغداد في زمن المنصور والرشيد والمتوكل ، وصار له وجود شعبي في مجسمة الحنابلة .