والأغنام استقبالاً له ، ووزع أموالاً طائلة من الذهب والفضة على المحتاجين . وفي اليوم التالي توجه إلى كربلاء المقدسة وزار سيد الشهداء ( عليه السلام ) وأكرم الساكنين بجوار الروضة الحسينية بعطايا وهدايا ، وخص القبر الشريف بالتحف الثمينة وأمر بإكسائه بطلاء من الذهب ، وتعليق اثني عشر قنديل من الذهب فوقه ، وفرش الحرم الشريف بسجاد من الحرير . وكان يشارك بنفسه في هذه الأعمال ليحسب من خدم الحسين ( عليه السلام ) ، وفي الليلة الأخيرة من إقامته اعتكف في الحرم الحسيني إلى الصباح مشتغلاً بالعبادة والدعاء . ثم ارتحل إلى النجف عن طريق الحلة ، فلما رأى مشارف النجف ترجل ماشياً إلى المرقد المقدس وزار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ودعا تحت قبته ، وأكرم جميع سكان مدينة النجف ، واعتكف ليلة في الحرم الشريف . ثم عاد إلى الحلة ، فاشتكى إليه بعض أهلها من إزعاج بعض قبائل أعراب البادية لهم ولقوافلهم ، فهاجمهم وقتل جماعة منهم . ثم توجه إلى بغداد ومنها إلى سامراء والكاظمية فزار الأئمة ( عليهم السلام ) وأكرم سكان هاتين المدينتين ، ثم أمر خليفة الخلفاء خادم بيك بشق نهر من الفرات إلى النجف الأشرف ، والقيام بإعمار المدن المقدسة ، وعين السيد محمد كمونة سادناً لحرم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . وبلغه أن السلطان العثماني يراسل رستم حاكم لرستان وكان شيعياً ، فأرسل له قوة من القزلباش فهرب ، ثم طلب الأمان فعفا عنه وجاء وأنشد الشاه شعراً باللغة اللرية في مدح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأعجبه وأمر بتزيين لحيته بالجواهر واللآلئ ، كما كان يفعله ملوك إيران القدماء ، وأعاده حاكماً على لرستان .