لأفكارهم في معرفة الله تعالى ، فدخل التشيع بمعنى حب أهل البيت ( عليهم السلام ) في ثقافتهم ، ودخل مديح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في أناشيدهم وأذكارهم وأورادهم . وكان الشيخ صفي الدين الأردبيلي شيخ طريقة وصاحب خانقاه ، وله احترامه ونفوذه في شمال إيران ، وفي القبائل التركية في آذربيجان وديار بكر . وكونه من ذرية الإمام الكاظم ( عليه السلام ) جعل له احتراماً خاصاً عند المسلمين ، وقد نسبوا له كرامات ، وألف بعضهم فيها كتاباً . وكونه من ترك أردبيل الذين لهم تاريخ في الجهاد ضد الجورجيين ، ورد هجماتهم ، جعل قبائل الترك المنتشرة في تركيا والشام وما وراء النهر ، تشعر أنه منهم ، وأن طريقته طريقة قومهم وآبائهم . وقد طلب الشيخ صفي الدين العلم والتصوف ، فسافر إلى شيراز ، ودرس فيها تفسير القرآن على رضي الدين المانقي . والتقى بالشيخ مصلح الدين سعدي وتتلمذ في التصوف على الشيخ الزاهد الپيلاني في گيلان ، فأحبه ودرسه واعتمد عليه ، ولما أحس بدنو أجله استدعاه من أردبيل ، ونصبه خليفته . وكان حكام عصره يزورونه طلباً للبركة والنصيحة ، أمثال محمود غازان خان بعد إسلامه ، والسلطان محمد خدابنده ، وابنه بو سعيد ، والأمير چوپان ، والأمير حسن حاكم تبريز ، وكان أوزبك خان ملك سهول القبجاق يحترمه . وخلفه ابنه الشيخ موسى وكثر أتباعه ونفوذه ، فكان الخانقاه الصفوي محط رحال آلاف الزوار الذين يقدمون إليه من أرجاء البلاد ، فكانوا ينبهونهم إلى