علم ، فكانوا في طريقهم يَحُلُّون وثاقه ليصلي بهم إماماً ! فقال لهم يوماً : هل يجوز بيع القرآن ؟ قالوا : لا ، فقال : إن الإمام كالقرآن فلا يجوز لكم بيعي فأطلقوني ! فتشاوروا بينهم ثم قالوا له : هل يجوز إهداء القرآن ؟ قال نعم . قالوا : أنت كالقرآن لا نبيعك بيعاً ، بل نهديك لوكيل الخليفة هديةً ! ولما كثر المماليك الترك وآذوا الناس في بغداد ، ألزم الناس الخليفة المعتصم أن يبني له ولمماليكه معسكراً خارج بغداد ، فبنى العاصمة الجديدة سامراء ! وفي مصر استكثر الحكام من المماليك الشراكسة القوقازيين والمغول ، فسيطروا على البلد ، وحكموا مصر أكثر من ثلاث مئة سنة ، حتى احتلها منهم المماليك المغول العثمايون سنة 923 ، وأعلن سلطانهم سليم نفسه خليفة ! وفي كل هذه القرون والأحداث ، غاب العرب ، كمخزون عسكري وجيش قوي .