التي يتوفر فيها العدد والطاعة والمهارة القتالية . ثم مخزون الشعوب التركية المتعددة . ثم جاء مخزون أكبر منهما ، وهم المغول من بر الصين . إن قبائل الجزيرة كانت من الأصل تصلح للبدء والانطلاق لتحقيق أهداف النبوة فقط ، لكنها لا تكفي لمواصلة المسيرة المطلوبة ، لقلة مخزونها القتالي ! ولذا حرص النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أن يضيف إليها مخزون اليمن وفارس ، وأخبر عن دورهما في المستقبل ، كما أخبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بأن العباسيين سيستغلون حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن خراسان وراياتها السود ، ويصلون إلى الحكم بواسطتهم ، ثم ينتهي ملكهم بموجة المغول من جهة خراسان ، قال : « ملك بني العباس عُسْرٌ لا يُسْرَ فيه لو اجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر والطيلسان لن يزيلوه ، ولا يزالون في غضارة من ملكهم حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب ألويتهم ، ويسلط الله عليهم علجاً يخرج من حيث بدأ ملكهم لا يمر بمدينة إلا فتحها ولا ترفع له راية إلاهدها ولا نعمة إلا أزالها » . ( غيبة النعماني / 258 ) . ومعناه أن مخزون المغول الآتي بعد قرون ، سيكتسح ملك بني عباس ويبيده ! أما قصة المماليك في بلاد المسلمين ، فتبدأ بأن الخليفة العباسي عجز عن تجنيد مقاتلين من العرب ماهرين مطيعين ، لسد حاجته في حماية نفسه والبلاد ، فاستورد مقاتلين من مخازن شعوب أخرى ، من أسواق القوقاز ومنغوليا وتركيا وغيرها ! فازدهرت تجارة العبيد والرقيق بين عاصمة الخلافة وأقاصي الأرض وتكونت ( مافيا ) سرقة الناس لبيعهم إلى وكلاء الخليفة الذين يشترون الموالي ! ومما نقله التاريخ أن التركمان الغُزّ سرقوا جماعة ليبيعوهم ، وكان فيهم طالب