وقال ابن أبي الحديد في شرحه ، ما حاصله : المِجَانّ : جمع مِجَن بكسر الميم وهو الترس لأنه يستتر به . والجُنة : السترة والجمع جُنن ، يقال استجن بجُنة أي استتر بسترة . والمُطَرَّقة المتخذة من حديد مطرق بالمطرقة . والسَّرَق : شقق الحرير . واعلم أن هذا الغيب الذي أخبر عنه ( عليه السلام ) قد رأيناه نحن عياناً ووقع في زماننا ، وكان الناس ينتظرونه من أول الإسلام حتى ساقه القضاء والقدر إلى عصرنا ، وهم التتار الذين خرجوا من أقاصي المشرق ، حتى وردت خيلهم العراق والشام ، وفعلوا بملوك الخطا وقفجاق وببلاد ما وراء النهر وبخراسان وما والاها من بلاد العجم ، ما لم تحتو التواريخ منذ خلق الله تعالى آدم إلى عصرنا هذا على مثله ! فإن بابك الخرمي لم تكن نكايته وإن طالت مدته نحو عشرين سنة ، إلا في إقليم واحد وهو آذربيجان ، وهؤلاء دوخوا المشرق كله ، وتعدت نكايتهم إلى بلاد إرمينية وإلى الشام ، ووردت خيلهم إلى العراق ! وبخت نصر الذي قتل اليهود ، إنما أخرب بيت المقدس وقتل من كان بالشام من بني إسرائيل . وأي نسبة بين من كان بالبيت المقدس من بني إسرائيل إلى البلاد والأمصار التي أخربها هؤلاء والناس الذين قتلوهم من المسلمين وغيرهم » . ( شرح نهج البلاغة : 8 / 215 ) . أقول : هذه إحدى معجزات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعقيدتنا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) علمه الكثير ، ففي بصائر الدرجات / 326 ، والخصال / 644 : أنه ( عليه السلام ) قال على منبر المدائن في حديث : « يا أيها الناس إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أسرَّ إليَّ ألف حديث في كل حديث ألف باب ، لكل باب ألف مفتاح ، وإني سمعت الله جل جلاله يقول : يَوْمَ نَدْعُو