خربندا على الرحبة وقاتل أهلها وسفك دماءهم وأهدرها في شهر رمضان ! فيقول الناس : فما كان له نائب مسلم ولا وزير مسلم ، وقرر معه أن يحدثا القاءان خربندا في ذلك ويحسنا له الرحيل عن الرحبة . . وهذه الحركة تكفيه إن شاء الله تعالى ذخيرة ليوم حسابه . حَقَن دماء المسلمين ودَفَع الأذى عنهم . . . وأما الصلاح الصفدي فإنه قال : لما جهزت ابنته بغداد تابوته ليدفن بالمدينة بلغ الخبر السلطان الملك الناصر ، فجهز الهجن إلى المدينة ، وأمرهم أن لا يمكنوه من الدفن في تربته ، فدفن تابوته في البقيع . . توفي في العام المذكور شهيداً ، وخلف من الأولاد تمرتاش ، ودمشق خواجا ، وصرغان شبرا ، ويغبصبطي ، وسلجُق شاه ، والأشرف ، والأشتر » . انتهى . ويقصد السخاوي بقوله : كان مناصحاً للمسلمين في الباطن : المسلمين السنيين ، وأن جوبان كان يساعدهم سراً ! ومنه نفهم سبب صراعه مع الوزير الشيعي الكفوء رشيد الدين الهمداني ، وزير السلطان خدابنده ووزير أخيه قازان ، وتلميذ نصير الدين ( قدس سره ) ، وصاحب كتابي جوامع التاريخ ومفتاح التفاسير . فقد اتهمه جوبان بأنه قتل خدابنده ، وقتله ! كما نلاحظ أنهم جعلوا جوبان سبب رجوع خدابنده عن حملته على دمشق ، وأنه منعه عن احتلال الرحبة ، ولا نعرف السبب الحقيقي ، لكن نعرف أنهم كذابون في ادعاء الفضائل لجوبان المغولي ، وادعاء المساوئ لخدابنده . 5 - إن ترك العلامة الحلي ( قدس سره ) عاصمة المغول ( السلطانية ) بعد وفاة السلطان خدابنده ( رحمه الله ) ، يدل على أن جو البلاط المغولي لم يكن مساعداً لمواصلة مشروعاته