الاثني عشر على سكته ، ثم أنشأ مدينة بين قزوين وهمذان وسماها السلطانية ونزلها ، واتخذ بها بيتاً لطيفاً بلبن الذهب والفضة ، وأنشأ بإزائها بستاناً جعل فيه أشجار الذهب بثمر اللؤلؤ والفصوص ، وأجرى اللبن والعسل أنهاراً ، وأسكن به الغلمان والجواري تشبيهاً له بالجنة ، وأفحش في التعرض لحرمات قومه ! ثم سار إلى الشام سنة ثلاث عشرة وعبر الفرات ونزل الرحبة ورجع ، ثم هلك . ويقال مات مسموماً على يد بعض أمرائه ، سنة ست عشرة » . انتهى . أقول : لم يذكر ابن خلدون ولا غيره مصدراً لكلامهم عن السلطان الشيعي خدابنده ، مع أن عصره قريب منهم ، ومن عادة الكذابين في التاريخ أن لا يذكروا مصدراً ، لأنه لا يوجد ! وقد يسندونه إلى مجهول فيقولون : قال أهل العلم ! لقد توفي السلطان خدابنده سنة 716 ، وتوفي ابن خلدون سنة 808 ، ومعناه أنه رأى بقايا الجيل الذين عاصروا السلطان ! لكن ذم الشيعة عنده لا يحتاج إلى مصدر فليكتب ما شاء ، وأتباع الخلافة يصدقونه ويدافعون عنه ! وزاد ابن خلدون : 5 / 494 : « وشاع بين الناس أنه داخل الروافض الذين عند خربندا في إخراج الشيخين من قبريهما ، وعظم ذلك على الناس » . انتهى . لاحظ قوله : وشاع بين الناس ! لكن ابن تغري والذهبي قالوا إنه أمر المسلمين بسب أبي بكر وعمر فظهرت معجزة ! وإن شمس الدين الموصلي عندما سبهما : وَرِمَتْ عيناه حتى كادتا تخرجان من وجهه ، واسودَّ جسمه حتى بقي كالقير وانتفخ ، وخرج من حلقه شئ يصرع الطيور ( صفير شديد ! ) فحمل إلى بيته فما جاوز ثلاثة أيام حتى مات ، ولم يتمكن أحد من غسله مما يجري من جسمه