فيهم جميعاً ! ثم راح يعدد له هؤلاء الملوك ، ثم قال : لذلك ننصحك أن تبعث إلينا عاماً بعد عام بشئ من ذهبك وفضتك ، وبذلك تبقينا أصدقاءك ، فإن لم تفعل هذا دمرناك أنت وشعبك ، كما فعلنا مع من ذكرنا لك من الملوك » ! ويعقب جوانفيل على هذا الكلام قائلاً : « ويجب أن تعلم أن الملك ندم أشد الندم على إرساله رسلاً إليه ! وكان قال في / 11 : إن سفر رسل الملك كان من أنطاكية وإن سفرهم منها إلى ملك التتار استغرق مدة عام كامل ، وكانوا يقطعون في كل يوم مسافة عشرة فراسخ » . ( الإسماعيليون والمغول للسيد حسن الأمين / 149 ) . أقول : كان المغول مغرورين بقوتهم كثيراً ، يرون أنفسهم أسياد العالم ، وكانت رسالة منكوقا آن الأولى إلى ملك فرنسا ، ثم رسالته الجوابية ، أمراً له بالطاعة ، ولم يعبأ بطلبه التحالف ضد المسلمين ، فهو لا يقيم وزناً للمسيحيين في العالم فقد اجتاح بلاد مسيحيي بلغاريا وأرمينيا والكرج أي جورجيا ، وبيزنطة الشرقية ، وأخضعهم وعاملهم كغيرهم بالقتل والتدمير . وقد وصف ابن العبري / 234 ، مجئ هيتوم ملك الأرمن ذليلاً عندما طلب منكوقا آن حضوره ، قال : « توجه حاتم ملك الأرمن إلى خدمة مونكاقا آن ، أخذ قربان خميس الفصح ورحل عن مدينة سيس يوم الجمعة الصلبوت ، وخرج متنكراً مع رسول له بزي بعض الغلمان ، وأخذ على يده جنيباً يجذبه خلف الرسول ، لأنه كان خائفاً من السلطان صاحب الروم » ! أي من حاكم تركيا المسلم . أما قول مبعوثي لويس التاسع إنهم : « شاهدوا في معسكره ثمان مائة كنيسة صغيرة محمولة على عربات ، وأنه يوجد بين التتار كثير من المسيحيين الذين يعتنقون عقيدة