ويُطبِّلون لصلاح الدين السني ! مع أن جيشه لم يكن إلا الجيش المصري الشيعي الذي تسلق صلاح إلى قيادته ، وجيش الحمدانيين الحلبي الذين اشترطوا على صلاح الدين حريتهم المذهبية ، فقبل ، فكانوا عمدة جيشه في استرداد القدس ؟ ! ثم انظر كيف جاءت موجة الأتراك العثمانيين لضرب القوة الشيعية وفرض الخلافة السنية بكل تعصبات العباسيين والأمويين ، فرافقتها موجة شيعية أقامت الدولة الصفوية لحفظ حريتها المذهبية ! وعندما انهارت الخلافة العثمانية بضغط الإنكليز وحروب الوهابيين ! كيف انتهت المؤسسة الدينية السنية ، وصمدت المؤسسة الشيعية وحفظت استقلالها ؟ وعندما فشلت مقاومات الأمة القومية منها واليسارية والحركات السنية ، كيف ظهرت المرجعية الشيعية في إيران فضخَّت في الأمة روح المقاومة والحياة ؟ وعندما انهزمت الجيوش والأنظمة العربية أمام إسرائيل ، كيف ظهرت موجة المقاومة الحسينية في شيعة لبنان وفلسطين ، فهزمت فئة قليلة دولة إسرائيل الأسطورية ، وضخَّت في الأمة دماً جديداً للحياة والمقاومة ؟ ! وعندما أرادت الوهابية أن تقلد الشيعة في الثورة ، وضربت مركز الغرب التجاري العالمي ، فجُن جنونهم وأعلنوا الحرب على المسلمين ، كيف عجز السنة أن يخاطبوهم ! فجاء الخطاب الشيعي موازناً بين خطي المقاومة والتعايش ! إن بقاء الأمة اليوم بعناصر القوة في ثقافتها ، مدينٌ للفكر الشيعي ، ومدينٌ قبله لدماء أهل البيت ( عليهم السلام ) التي بذلوها للدفاع عن قِيَم الوحي وحرية الإنسان المسلم المستباحة !