الوزان ، وتكلم في مسائل الخلاف ، إلا أنه غلب عليه الأدب ونظم الشعر ، وأجاد فيه مع جزالة لفظه . . . وأخذ الناس عنه أدباً وفضلاً كثيراً ، وكان من أخبر الناس بأشعار العرب . . . قال الشيخ نصر الله بن مجلي : . . رأيت في المنام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقلت له : يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ثم يتمُّ على ولدك الحسين يوم الطف ما تم ؟ ! فقال : أما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا ؟ فقلت : لا ، فقال : إسمعها منه . ثم استيقظت فبادرت إلى دار حيص بيص فخرج إليَّ فذكرت له الرؤيا ، فشهق وأجهش بالبكاء ، وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي إلى أحد ! وإن كنت نظمتها إلا في ليلتي هذه ثم أنشدني : < شعر > ملكنا فكان العفوُ منا سَجيَّةً * فلما ملكتم سالَ بالدَّمِ أبطحُ وحلَّلتمُ قتل الأسارى وطالما * غدونا عن الأسرى نَعُفُّ ونصفح فحسبكُمُ هذا التفاوت بيننا * وكلُّ إناء بالذي فيه ينضحُ » . انتهى . < / شعر > فبنو أمية ينضحون بما فيهم ، وهو إجبار الناس على بيعة خليفتهم واتباع مذهبهم ، والتكبر ومعاداة القيم ، واضطهاد من خالفهم ، بل يرون أن من سكت ولم يعلن الخضوع لهم فعقابه القتل ! وقد أمر يزيد قائد جيشه في وقعة الحَرَّة ، أن يأخذ البيعة من أهل المدينة المنورة على أنهم عبيد أقنان ليزيد ، إن شاء باع وإن شاء أمسك ، وفيهم الصحابة والتابعون ! فأخذ منهم البيعة على ذلك ، وختم ختم العبودية في أعناقهم !