أقول : لاحظ أن أبغا وارث أبيه هولاكو ، طاغية التتار الأكبر ، والذي دخل بغداد قبل سنوات قليلة قائداً في جيش أبيه ، فقتل ودمر ، كيف زار بغداد في حكم نائبه الجويني وأخيه ، فكان برنامجه توزيع الجوائز على النابغين المؤلفين في العلوم المختلفة ! فمن أين للسلطان أبغا هذه السياسة والإدارة غير المباشرة ، وإطلاق يد نائبه ودعم سياسته في الإعمار والحرية والنهضة العلمية ، إلا من نصير الدين ( قدس سره ) . 2 - اهتم الجوينيون بالمشاهد المشرفة ، فأعادوا مشهد الإمام موسى بن جعفر والإمام الجواد ( عليهما السلام ) الذي خربه المغول ، بأفضل مما كان عليه ، كما بنوا بقية مشاهد الأئمة ( عليهم السلام ) . وكانوا أول من نجح في شق فرع من الفرات إلى النجف ، ووفروا خدمات البنى التحتية للزوار وطلبة العلم . قال السيد ابن طاووس في فرحة الغري / 157 : « ولقد أحسن الصاحب عطا ملك بن محمد الجويني صاحب ديوان الدولة الإليخانية حيث عمل الرياط به ( النجف ) وكان وضع أساسه من سنة ست وسبعين وست مائة ، وابتدأ تحقق الحفر للقناة إليه سنة اثنتين وستين وست مائة ، وأجرى الماء في النجف في شهر رجب سنة ست وسبعين وست مائة ، وقد كان سنجر بن ملكشاه أجهد في ذلك من قبل فلم يتفق » . وفي هامشه : « أجرى نهراً من قصبة الأنبار إلى النجف الأشرف . . . والظاهر أن النهر المذكور هو المعروف اليوم بكري سعده » . أنظر : تاريخ العراق بين احتلالين : 1 / 309 . وفي الحوادث الجامعة / 172 : « في سنة 666 أمر علاء الدين الجويني صاحب الديوان بعمل رياط بمشهد علي ( عليه السلام ) ليسكنه المقيمون هناك ، وأوقف عليه وقوفاً كثيرة ، وأدرَّ لمن يسكنه ما يحتاج إليه » .