طبع بعضه في بغداد في 1351 ، وهو من سنة 626 إلى 700 ، وطبع في أوله مقدمة الشيخ محمد رضا الشبيبي ومصطفى جواد البغدادي ، وقد استظهر ثانيهما كون المؤلف شافعياً ، لكن الحق ما استظهر في مجلة العرفان من وجود آثار تشيعه في خلال تصانيفه ، ومال إليه الشبيبي في المحاضرة التاريخية التي ألقاها في بغداد 1359 ، وطبعت في تلك السنة ، وبسط من ترجمه قديماً الذهبي في تذكرة الحفاظ : 4 / 284 ، ولم يَدَع الوقيعة فيه كما هو ديدنه في كل شيعي ، لكنه احتمل أن يصير سماعه للحديث وكتابته له كفارة عن خطاياه ، وأعظم خطاياه في نظر الذهبي ملازمته الكثيرة لخدمة رئيس الشيعة الخواجة نصير الدين الطوسي ثلاثة عشر عاماً ، وروايته عن مشايخهم الكبار مثل السيد عبد الكريم بن طاوس ، الذي كتب لخدمته الدر النظيم فيمن سمى بعبد الكريم ، واتصاله بالوزير الجويني ومبالغته في تقريظ هؤلاء ، الذين عبر عنهم الذهبي بالمغل وأتباع المغل » أقول : الأدلة التي ذكروها لا تكفي لإثبات تشيع ابن الفوطي ، وهو حنبلي بحكم نشأته في بغداد ، لكنه حنبلي معتدل بحكم تربيته في أجواء الشيعة ، خاصة تلمذه على صاحب الخلق الرفيع المرجع نصير الدين ( قدس سره ) ، وتلميذه ابن الجويني ( رحمه الله ) . وهو دليل على الحرية المذهبية في الحكم الشيعي ، بعكس غيره ! وابن الفوطي من جهة أخرى نموذجٌ من خطة المرجع نصير الدين ( قدس سره ) في انتقاء الطاقات ولو كانت من مذهب آخر ، وتنميتها وإطلاقها في الدولة المغولية ومساعدتها لتأخذ مجراها في مكافحة الغزو المغولي ، وترسيخ الثقافة الإسلامية ! وهو دليلٌ على قدرة المذهب الشيعي على تشجيع أتباع المذاهب على الانفتاح وعدم