آلات الرصد شيئاً كثيراً ، منها ذات الحلق وهي خمس دوائر متخذة من نحاس : الأولى دائرة نصف النهار ، وهي مركوزة على الأرض ، ودائرة معدل النهار ، ودائرة منطقة البروج ، ودائرة العرض ، ودائرة الميل ، ورأيت الدائرة الشمسية يعرف بها سمت الكواكب ، واصطرلاباً تكون سعة قطره ذراعاً ، واصطرلابات كثيرة وكتباً كثيرة . قال : وأخبرني شمس الدين ابن العرضي أن نصير الدين أخذ من هولاكو بسبب عمارة هذا الرصد ما لا يحصيه إلا الله ، وأقل ما كان يأخذ بعد فراغ الرصد لأجل الآلات وإصلاحها عشرون ألف دينار ، خارجاً عن الجوامك والرواتب التي للحكماء والقَوَمة . . وقال الخواجا نصير الدين في ( كتاب ) الزيج الإيلخاني : إنني جمعت لبناء الرصد جماعة من الحكماء ، منهم المؤيد العرضي من دمشق ، والفخر المراغي الذي كان بالموصل ، والفخر الخلاطي الذي كان بتفليس ، والنجم دبيران القزويني ، وابتدأنا ببنائه في سنة سبع وخمسين وست مائة ، في جمادى الأولى بمراغة » . وقال ابن العبري في تاريخ مختصر الدول / 256 : « وفي هذا التاريخ توفي خواجا نصير الدين الطوسي ، الفيلسوف صاحب الرصد بمدينة مراغة ، حكيم عظيم الشأن في جميع فنون الحكمة . واجتمع إليه في الرصد جماعة من الفضلاء المهندسين . . وكان من الفضلاء في زمانه نجم الدين القزويني ، منطقي عظيم صاحب كتاب العين ، ومؤيد الدين العرضي ، وفخر الدين المراغي ، وقطب الدين الشيرازي ، ومحيي الدين المغربي .