في خدمة المذهب الحق ، والسبب أن جوبان المتعصب ضد الشيعة كانوا مسيطراً على البلاط ، حتى كبر السلطان بو سعيد وتخلص منه ! كان العلامة ( رحمه الله ) يدرك أن وضع المغول مقبل على تحولات ، وأن على مرجعية الشيعة وعلمائهم أن ينأوا بأنفسهم عن تلك الأجواء . ثم إنه بالأساس أتى إلى عاصمة المغول بدعوة ملحة من السلطان محمد خدابنده ، وقد انتهت الدعوة بوفاته ، فعاد إلى مركزه الحلة ، ليؤلف أعظم مؤلفاته وأنفعها . وقد كانت فرصة جيدة لبو سعيد ، بعد أن قَتَل جوبان وثأر لوزير أبيه الشيعي ، واستوزر ابنه محمداً ، أن يدعو العلامة مجدداً ، لكن شخصيته لم تكن قوية كأبيه ( رحمه الله ) . 2 - السلطان بو سعيد مغولي أكثر منه شيعياً شاهد ابن بطوطة السلطان بو سعيد في فترة الشتاء أو الربيع التي كان يمضيها في بغداد . قال في رحلته : 1 / 245 : « أبو سعيد بهادرخان ، وكان ملكاً فاضلاً كريماً ملك وهو صغير السن ، ورأيته ببغداد وهو شامل ، أجمل خلق الله صورة ، لا نبات بعارضه ، ووزيره إذاك الأمير غياث الدين محمد بن خواجة رشيد ، وكان أبوه من مهاجرة اليهود ، واستوزره السلطان محمد خدابنده والد أبي سعيد ، رأيته يوماً بحرَّاقة في الدجلة وتسمى عندهم السيارة ، وهي شبه سلورة ، وبين يديه دمشق خواجة بن الأمير جوبان المتغلب على أبي سعيد ، وعن يمينه وشماله شباران فيهما أهل الطرب والغناء ، ورأيت من مكارمه في ذلك اليوم أنه تعرض له جماعة من العميان فشكوا ضعف حالهم ، فأمر لكل واحد منهم بكسوة