وإن ما نراه اليوم من تحفز في ثقافة الأمة ، وتطلع مفكريها ومثقفيها للتعرف على فكر أهل البيت وأطروحتهم ( عليهم السلام ) ، إنما جاء من قناعة الأمة بأن فكر الخلافة قد استنفد طاقته ، ولا بديل له إلا أهل البيت ( عليهم السلام ) ، لأنهم في مخزونها الذهني مشروع نجاة ، كلما استنفد مذهب الخلافة طاقته وخطابه ، وأفلس ! 10 - الغزو المغولي سيئ لكنه فتح الباب للطاقات الجديدة كان الغزو المغولي لبلاد المسلمين حدثاً سيئاً ، لكن نتائجه كانت ضرورية ! ويكفي أنه أزاح قوى الجمود والترف ، وجاء بكوادر جديدة قادت الأمة وأعادت بناءها ، وكان أول تأثيرها إسلام السلاطين المغول على أيديهم ! لكن إسلام المغول بذاته كان ذنباً أشد عند رواة الخلافة وعُبَّادها ، لأن المغول لم يختاروا مذهبها واختاروا مذهب التشيع ! لذلك كثر كذب المتعصبين عليهم ، حتى صرت تشك فيما كتبوه حتى عن وحشية المغول ! لقد قتل المغول خلقاً كثيراً ودمروا في بغداد وغيرها ، لكن ما كتبه المتعصبون عن تدميرهم لمكتبات بغداد ليس صحيحاً ! فقد أقنع نصير الدين ( رحمه الله ) هولاكو أن يحافظ على مدارس بغداد ومساجدها ومكتباتها ، فسلمت كلها من تدمير وحوش المغول ، إلا مركزين فقط هما : جامع الخلفاء ، ومشهد الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) . وقد نص المؤرخون على سلامة مؤسسات العاصمة الثقافية ، وهم مؤرخون سنيون عاصروا الحادثة كابن الفوطي البغدادي الحنبلي ، وابن العبري ، وابن