وخرب القدس وخاصة كنيسة القيامة ، وبعث بخشبة الصليب الذهبي الأكبر إلى كسرى - حتى أرجعته ابنته بعد موته - ثم سار إلى الشام فلقي جيوش الروم بأذرعات وبصرى ، فهزمها وسبا وغنم . ثم قصد بلاد الروم ، فقتل وسبي وخرب مدنها ، حتى نزل على خليج عاصمتهم القسطنطينية ، فحاصرها . ( إمتاع الأسماع : 14 / 171 ) . وفي أثناء حصارهم العاصمة قتل الروم أمبراطورهم البطريق فوكاس بعد أن حكم ثمان سنين ( ابن خلدون : 2 / 179 ) فجاء هرقل من مصر ، وكان بحاراً من قادة جيش الروم ، فدخل القسطنطينية من البحر وجيش كسرى محاصرٌ لها ، فرضي به الروم واستبشروا ونصبوه أمبراطوراً . واستطاع هرقل أن يخدع كسرى ، وأن يتفق ضده مع قائد جيشه شهر براز ! فكتب إلى كسرى يعرض عليه : « أن يلتزم في كل سنة بحمل ألف قنطار من ذهب ، وألف قنطار من فضة ، وألف جارية بكر ، وألف فرس ، وألف ثوب أطلس ، وأن يعجل قطيعة سنة ، فالتزم ذلك وسأل أن يفرج عن حصاره ، وأن يمهله ستة أشهر حتى يخرج إلى الأعمال ويهئ ذلك منها . كل ذلك خديعة منه ، فمشي على كسرى ذلك وأمر بالإفراج عنه ، فتنحت العساكر إلى بعض المروج ، وخرج هرقل من القسطنطينية بعد ما أقام عليها أخاه قسطنطين ، وانتخب معه خمسة آلاف فارس ، فأوغل في بلاد أرمينية وقصد الجزيرة ونزل على نصيبين ، وقاتل أهلها حتى ملكها ، وقتل الفرس أفدح قتل وأسر ، وسبا وخرب المدن ، فبعث كسرى بعسكر إلى الموصل ، وكتب يستدعي شهر براز لمحاربة هرقل ، فأعلن انضمامه إلى هرقل انتقاماً من كسرى الذي أراد قتله ! فقويت شوكة