بل إن رواة السلطة أحيوا أشخاصاً ماتوا من سنين ، وأعطوهم بطولات في الفتوحات ، كضرار بن الأزور ، وضرار بن الخطاب ، فقد قُتلا في معركة اليمامة قبل الفتوحات ، لكنهم نسبوا إليهما بطولات في معارك فتح العراق والشام ! وأكثر ما يكون تحريفهم للأحداث ، بغضاً لعلي ( عليه السلام ) والقادة الأبطال من شيعته ! قواعد للبحث في حروب الفتوحات الفتوحات مجموعة حروب وقعت بين المسلمين والفرس أو الروم ، نتج عنها فتح العراق وفارس وما وراءها ، وفلسطين والشام وما حولها ، ومصر وامتدادها في إفريقيا . والباحث فيها يواجه كّماً كبيراً من أحداث حروبها وشؤونها ، دونتها مصادر رسمية وشبه رسمية ، بصيغ متفاوتة ، ونسبتها إلى أشخاص وجماعات . ونذكر فيما يلي قواعد تؤثر على استخلاص الباحث للصورة الصحيحة للفتوحات ، أو الأقرب إلى الصحة . الأولى : يتوقف فهم الفتوحات على ثقافة الباحث العامة ، ودقة ذهنه في الانتباه والإلتقاط والربط ، وعلى نوعية محرك تفكيره كيف يعمل ، وجهاز عقله كيف يفقه ، ويحاكم النص ويستخلص النتيجة . الثانية : رجوع الباحث إلى المصادر المهمة ، ولعل أهم مصادر المغازي والفتوحات مؤلفات محمد بن إسحاق بن يسار ، المتوفى سنة 151 هجرية ، فهو مؤسس المغازي ، والمؤرخون بعده عيالٌ عليه . وهو صاحب السيرة النبوية التي اختصرها عبد الملك بن هشام ، المتوفي سنة 218 ، فعُرفت باسم سيرة ابن هشام . وقد اعترف بأنه غيَّرَ فيها ، أي إرضاءً للعباسيين .