ومات يزيد بن أبي سفيان ، أو سَمَّهُ أخوه معاوية وتولى مكانه ، وكان أسوأ منه ! ومنها : أن الخليفة قد يأمر بهدم مدينة أو قرية ! ففي بغية الطلب : 1 / 332 : « كتب لعمير بن سعد عهداً بأن يخرب عرب سوس ، إذا لم يستجيبوا لشروطه ، فلما خربها بعد سنة علم عمر بذلك فضربه بالدرة ، فدخل عليه عمير منفرداً وطلب منه عهده الذي كتبه إليه فقال عمر : رحمك الله فهلا قلت لي ذلك وأنا أضربك قال كرهت أوبخك يا أمير المؤمنين » ! ومنها : ما رواه الواقدي ( 1 / 109 ) بسند صحيح ، من أن قسماً من جنود الفتح كانوا يشربون الخمر : « كنت مع أبي عبيدة بالشام فكتب إلى عمر بن الخطاب يخبره بفتح الشام وفي الكتاب إن المسلمين يشربون الخمر واستقلوا الحد » ! ومنها : أن القادة الأبرار الذين فتحوا بلاد الشام بتضحياتهم ، قُتلوا فيها بيد معاوية الذي حكمها ! كما حَدَث لحجر بن عدي وأصحابه رضي الله عنهم ، الذين قتلهم معاوية لأنهم رفضوا أن يتبرؤوا من علي ( عليه السلام ) ، فاعتقلهم في الكوفة وأحضرهم إلى الشام ، وقتلهم بمرج عذراء ، قرب دمشق وهم الذين فتحوه ! قال الطبري : ( 4 / 205 ) : « قال لهم ( حِجْر ) : دعوني أتوضأ . قالوا له : توضأ . فلما أن توضأ قال لهم : دعوني أصلي ركعتين ، فأيمن الله ما توضأت قط إلا صليت ركعتين . قالوا : ليصل . فصلى ثم انصرف فقال : والله ما صليت صلاة قط أقصر منها ، ولولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لأحببت أن أستكثر منها ، ثم قال : اللهم إنا نستعديك على أمتنا ، فإن أهل الكوفة شهدوا علينا ، وإن أهل الشام يقتلوننا ! أما والله لئن قتلتموني بها ، إني لأول فارس من المسلمين هلَّلَ في واديها