وإذا أردنا استقراء المظالم والمفاسد التي ارتكبها الولاة والفاتحون لملأنا منها مجلداً ، وما أسهل أن نضيف عشرات الجرائم إلى ما ذكره أخونا الفاضل السيد جعفر مرتضى : منها : قصة صححها علماء السلطة ( سير أعلام النبلاء : 1 / 329 ، وتاريخ دمشق : 65 / 250 ) ، تدل على سفاهة الوالي الذي سلموه مقدرات بلاد الشام : « غزا يزيد بن أبي سفيان بالناس وهو أمير على الشام ، فغنموا وقسموا الغنائم فوقعت جارية في سهم رجل من المسلمين وكانت جميلة ، فذُكرت ليزيد فانتزعها من الرجل ! ( وفي رواية فاغتصبها يزيد ) وكان أبو ذر يومئذ بالشام ، فأتاه الرجل فشكا إليه ، واستعان به على يزيد ليرد الجارية إليه ، فانطلق إليه معه وسأله ذلك ، فتلكأ عليه ! فقال له أبو ذر : أما والله لئن فعلت ذلك لقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية ، ثم قام ! فلحقه يزيد فقال له : أذكرك الله عز وجل ، أنا ذلك الرجل ! قال : لا . فرد عليه الجارية » . وصحح الألباني : 4 / 329 ، حديثها ، لكنه حاول التشكيك في القصة ! فهذا الصحابي العادل عندهم ، نصبه أبو بكر قائداً لجيش الشام حسب طلب عمر ، وعزل الفارس التقي النقي خالد بن سعيد بن العاص الأموي ، لمجرد أنه من شيعة علي ( عليه السلام ) ، وقد كان قطع إلى الشام ثلث الطريق ! وجاء القائد الجديد ابن أبي سفيان ، فلم يبرز إلى فارس ولا شارك في معركة ، وكان المسلمون يفتحون ويغنمون ، وجلس مع شلته فذكروا له جارية حسناء لفلان ، فأرسل جنوده فأتوا بها رغم أنف سيدها ، واغتصبها ! ثم طالبه أبو ذر وهو المحترم في جيش الفتح ، فرفض ردها إلى زوجها حتى هدده أبو ذر بحديث نبوي في ذم بني أمية ، فقبل بردها على مضض !