ثم إنهم عمدوا إلى ماشيتنا ، فجعلوا يبقرون بطونها عن سخالها ، يطلبون الفراء البيض لأمير المؤمنين ، فيقتلون ألف شاة في جلد ، فاحتملنا ذلك ! ثم إنهم سامونا أن يأخذوا كل جميلة من بناتنا ! فقلنا : لم نجد هذا في كتاب ولا سنة ، ونحن مسلمون . فأحببنا أن نعلم أعن رأي أمير المؤمنين هذا ، أم لا » ! ويذكر نص آخر : أن قتيبة بن مسلم أوقع بأهل الطالقان ، فقتل من أهلها مقتلة عظيمة لم يسمع بمثلها ، وصلب منهم سماطين : أربعة فراسخ في نظام واحد الرجل بجنب الرجل ، وذلك مما كسر جموعهم » ! ( النهاية : 9 / 78 ) . كما أن بعضهم يعطي أماناً لبلد في جرجان ، على أن لا يقتل منهم رجلاً واحداً ، فيقتلهم جميعاً إلا رجلاً واحداً » . ( الطبري : 3 / 324 ) . وآخر يصالح أهل مدينة قنسرين ويجعل من جملة الشروط : أن يهدم المدينة من الأساس وهكذا كان » . ( الطبري : 3 / 98 ) . ودعا نائب خراسان : « أهل الذمة بسمرقند ، ومن وراء النهر إلى الدخول في الإسلام ، ويضع عنهم الجزية ، فأجابوه إلى ذلك ، وأسلم غالبهم ، ثم طالبهم بالجزية ، فنصبوا له الحرب ، وقاتلوه » . ( النهاية : 9 / 259 ) . والجواب عن ذلك : أولاً : أن هذه الجرائم وأمثالها لا توجب عدم إذن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولا تجعل مشاركته حراماً ، لأن الفتوحات أمرٌ مركب ، فيه وجوه سلبية وإيجابية ، فلا يصح تقييمه من إحدى الزوايا دون غيرها ، ولا النظر الى مصلحة المجتمع في جيل واحد ، لأن مصالح المجتمع متغيرة ممتدة مع الزمن .