ومَا كَانَ افْتِتَاحاً بِدَعْوَةِ أَهْلِ الْجَوْرِ وأَهْلِ الْعَدْلِ ، لأَنَّ ذِمَّةَ رَسُولِ اللَّه فِي الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ ذِمَّةٌ وَاحِدَةٌ ، لأَنَّ رَسُولَ اللَّه ( صلى الله عليه وآله ) قَالَ : الْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ تَتَكَافَى دِمَاؤُهُمْ ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ » . ومن المؤيدات : أن علياً ( عليه السلام ) عندما بويع بالخلافة واصل سياسة الفتوح في ثلاث جبهات أو أكثر . قال ابن الأعثم ( 2 / 447 ) : « وأخذ علي برأي أبي أيوب الأنصاري في الإقامة بالمدينة ، ثم دعا بابن أخته جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي ، فعقد له عقداً وولاه على بلاد خراسان ، وأمره بالمسير ليفتح ما بقي منها » . كما بعث الذين شكُّوا في حربه لمعاوية في صفين إلى المرابط والفتوح ، فكان أول لواء عقده للربيع بن خيثم ، وأرسله إلى إيران . وكذلك أرسل العلاء بن الحضرمي عامله على البحرين لفتح بعض مناطق الهند ، وكان فتح مناطق من إيران حتى إصطخر وشيراز قبل ذلك . بينما أوقف معاوية الفتوحات ، وعقد صلحاً مع هرقل ملك الروم على جزية سنوية باهضة قدرها مئة ألف دينار ذهباً ، ليتفرغ لحرب علي ( عليه السلام ) ! قال المسعودي في مروج الذهب ( 2 / 377 ) : « وامتنع المسلمون عن الغزو في البحر والبر لشغلهم بالحروب ، وقد كان معاوية صالح ملك الروم على مال يحمله إليه لشغله بعلي » . وقال ابن الأعثم ( 2 / 539 ) : « فنادى علي في الناس فجمعهم ، ثم خطبهم خطبة بليغة وقال : أيها الناس ! إن معاوية بن أبي سفيان قد وادع ملك الروم ، وسار إلى صفين في أهل الشام عازماً على حربكم ، فإن غلبتموهم استعانوا عليكم بالروم » . وصححوا روايته في مسند أحمد : 4 / 111 ، وتفسير ابن كثير : 2 / 333 .