بينما قالت رواية ثانية في / 163 : « ويقال إن عمرو بن العاص استشار مسلمة بن مخلد كما حدثنا عثمان بن صالح عن من حدثه فقال أشر علي في قتال هؤلاء ؟ فقال له مسلمة : أرى أن تنظر إلى رجل له معرفة وتجارب من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فتعقد له على الناس ، فيكون هو الذي يباشر القتال ويكفيكه . قال عمرو : ومن ذلك ؟ قال : عبادة بن الصامت ، فدعا عمرو عبادة فأتاه وهو راكب على فرسه فلما دنا منه أراد النزول ، فقال له عمرو : عزمت عليك إن نزلت ، ناولني سنان رمحك فناوله إياه ، فنزع عمرو عمامته عن رأسه وعقد له ، وولاه قتال الروم فتقدم عبادة مكانه فصافَّ الروم وقاتلهم ، ففتح الله على يديه الإسكندرية من يومهم ذلك . حدثنا أبو عبد الله بن عبد الحكم قال : لما أبطأ على عمرو بن العاص فتح الإسكندرية ، استلقى على ظهره ثم جلس ثم قال : إني فكرت في هذا الأمر ، فإذا هو لا يصلح آخره إلا من أصلح أوله يريد الأنصار ، فدعا عبادة بن الصامت فعقد له ، ففتح الله على يديه الإسكندرية » . وخالفتها رواية ثالثة في / 161 ، فاخترعت بطولة لعمرو تعتمد على الحيلة : « ثم اشتد القتال حتى اقتحموا حصن الإسكندرية ، فقاتلتهم العرب في الحصن ، ثم جاشت عليهم الروم حتى أخرجوهم جميعاً من الحصن ، إلا أربعة نفر بقوا في الحصن وأغلقوا عليهم باب الحصن ، أحدهم عمرو بن العاص ، والآخر مسلمة بن مخلد ، ولم نحفظ الآخرين ، وحالوا بينهم وبين أصحابهم ، ولا يدري الروم من هم ، فما رأى ذلك عمرو بن العاص وأصحابه التجأوا إلى ديماس من حماماتهم ، فدخلوا فيه فاحترزوا به ، فأمروا رومياً أن يكلمهم بالعربية فقال لهم : إنكم قد صرتم بأيدينا أسارى فاستأسروا ولا تقتلوا أنفسكم ، فامتنعوا