القبط الذين كانوا بالفرما كانوا يومئذ لعمرو أعواناً . . ثم توجه عمرو لا يدافع إلا بالأمر الخفيف ، حتى نزل القواصر . . سمع رجلاً من لخم يحدث . . كنت أرعى غنماً لأهلي بالقواصر ، فنزل عمرو ومن معه ، فدنوت إلى أقرب منازلهم ، فإذا بنفر من القبط فكنت قريباً منهم ، فقال بعضهم لبعض : ألا تعجبون من هؤلاء القوم يُقْدِمون على جموع الروم ، وإنما هم قلة من الناس ! فأجابه رجل آخر منهم فقال : إن هؤلاء القوم لا يتوجهون إلى أحد إلا ظهروا عليه » . ثالثاً : روى المؤرخون نص عقد الصلح ، وغضب الروم منه وإصرار الأقباط عليه ، ففي كتاب فتوح مصر وأخبارها ، للمؤرخ المصري المتوفى 257 هجرية ، قال في / 152 : « وشرط المقوقس للروم أن يخُيَّروا ، فمن أحب منهم أن يقيم على مثل هذا أقام على ذلك ، لازماً له مفترضاً عليه ، ممن أقام بالإسكندرية وما حولها من أرض مصر كلها ، ومن أراد الخروج منها إلى أرض الروم خرج ، وعلى أن للمقوقس الخيار في الروم خاصة ، حتى يكتب إلى ملك الروم يعلمه ما فعل ، فإن قبل ذلك ورضيه جاز عليهم ، وإلا كانوا جميعاً على ما كانوا عليه ، وكتبوا به كتاباً . وكتب المقوقس إلى ملك الروم كتاباً يعلمه على وجه الأمر كله ، فكتب إليه ملك الروم يُقَبِّحُ رأيه ويُعَجِّزُه ويَرُدُّ عليه ما فعل ، ويقول في كتابه إنما أتاك من العرب اثنا عشر ألفاً وبمصر من بها من كثرة عدد القبط ما لا يحصى ، فإن كان القبط كرهوا القتال ، وأحبوا أداء الجزية إلى العرب ، واختاروهم علينا ، فإن عندك من بمصر من الروم ، وبالإسكندرية ومن معك أكثر من مائة ألف ،