سورية السلام ! ونعم البلد هذا للعدو . يعنى أرض الشام لكثرة مراعيها . وكانت وقعة اليرموك في رجب سنة خمس عشرة » . أقول : بمجرد هزيمة الروم في اليرموك قرر هرقل الانسحاب الكامل من سوريا وفلسطين ومصر وقبرص ، وفتحت كل مدنها أمام المسلمين ، فلم تحتج إلى قتال ، بل كان يكفي أن يذهب إلى أي مدينة رسول بكتاب من القائد العام أبي عبيدة ، أو يطلب حضورهم فيأتونه ليكتب معهم عهد صلح ويقبلوا بالجزية التي هي ضريبة سنوية . وكل ما رواه الرواة من معارك بعد اليرموك ، فإما أن يكون معركة صغيرة أو مناوشات مع حاميات غير رومية ، وقد ضخمها الرواة ليثبتوا بطولات لخالد بن الوليد وعمرو العاص وأمثالهم ، وغالباً ما تكون المعركة من أصلها مكذوبة . وكذلك ما رووه من معارك في فتح القدس ، وفتح قبرص ، ومصر ! وما أسهل أن تكشف كذب الرواة إذا بحثت عن الجيش الذي قاتلوه ، فلا تجد جندياً رومياً واحداً ! أما مجئ عمر بن الخطاب إلى القدس فكان رغبة منه لزيارتها ، وكان تشريفياً لم تكن فيه معركة ، وحتى عهد الصلح الذي كتبه لأهلها ، كان إضافة لعهد أبي عبيدة .