قال : وجهك الذي بشرنا بالشر ، ثم نظر إلى أصحابه فقال خبر سوء ، جاء به رجل سوء ، من قوم سوء ! فإنهم لكذلك إذ جاءه رجل من عظماء الروم ، فقال له الملك : ما وراءك ؟ قال : الشر ، هزمنا ! قال فما فعل أميركم باهان ؟ قال : قتل . قال : فما فعل فلان وفلان يسمي له عدداً من أمرائه وبطارقته وفرسانه ؟ فقال : قتلوا . فقال له : لكنك والله أنت وفلان يسمي له عدداً من أمرائه وبطارقته وفرسانه فقال : قتلوا ! فقال له : لكنك والله أنت أخبث وألأم وأكفر من أن تذب عن دين أو تقاتل على دنيا ، ثم قال لشرطه أنزلوه فأنزلوه فجاؤوا به فقال له : ألست كنت أشد الناس عليَّ في أمر محمد نبي العرب ، حين جاءني كتابه ورسوله ، وكنت قد أردت أن أجيبه إلى ما دعاني إليه وأدخل في دينه ، فكنت أنت من أشد الناس عليَّ حتى تركت ما أردت من ذلك ! فهلا قاتلت الآن قوم محمد وأصحابه دون سلطاني ، وعلى قدر ما كنت لقيت منك إذ منعتني من الدخول في دينه : اضربوا عنقه . فقدموه فضربوا عنقه . ثم نادى في أصحابه بالرحيل راجعاً إلى القسطنطينية ، فلما خرج من الشام وأشرف على أرض الروم استقبل الشام فقال : السلام عليك يا سورية ، سلام مودع لا يرى أنه يرجع إليك أبداً ! ثم قال : ويحك أرضا ما أنفعك لعدوك لكثرة ما فيك من العشب والخصب والخير » ! وقال البلاذري : 1 / 162 : « قالوا : ولما بلغ هرقل خبر أهل اليرموك وإيقاع المسلمين بجنده هرب من أنطاكية إلى قسطنطينية . فلما جاوز الدرب قال : عليك يا