وقال الطبري : 2 / 599 : « عن رجال من أهل الشام ومن أشياخهم قالوا : لما كان اليوم الذي تأمَّر فيه خالد هزم الله الروم مع الليل ، وصمد المسلمون العقبة وأصابوا ما في العسكر ، وقتل الله صناديدهم ورؤوسهم وفرسانهم ، وقتل الله أخا هرقل وأخذ التذارق . وانتهت الهزيمة إلى هرقل وهو دون مدينة حمص فارتحل ، فجعل حمص بينه وبينهم وأمر عليها أميراً وخلفه فيها ، كما كان أمر على دمشق ، وأتبع المسلمون الروم حين هزموهم . . ولما صار إلى أبى عبيدة الأمر بعد الهزيمة نادى بالرحيل ، وارتحل المسلمون بزحفهم ، حتى وضعوا عساكرهم بمرج الصفر » . أقول : لاحظ أن الرواية قول أهل الشام أتباع معاوية ، الذي تبنى خالداً ، ثم تبنى ابنه عبد الرحمن وكان قائد جيشه ، وكان أهل الشام يحبون عبد الرحمن ، فطلبوا من معاوية أن يجعله ولي عهده بدل يزيد ، فلما رأى معاوية تعلقهم به ، دس إلى طبيبه الرومي أثال أن يسمه فسمه ، وكان أخوه المهاجر بن خالد وكان شيعياً صلباً ، فجاء من مكة وقتل الطبيب ، فحبسه معاوية ، فقال له : قتلت المأمور وبقي الآمر ! ومهما يكن ، فالرواية تريد إثبات منقبة كاذبة لخالد ، فهي تقول : إنه لم يكن من القادة الأربعة ، لكنه خلط جنوده الخمس مئة بجنودهم ، ووعظهم وأقنعهم أن يكون كل منهم قائداً يوماً ، وطلب أن يعطوه القيادة في اليوم الأول ! فأعطوه القيادة فحقق النصر ، وانهزم الروم . وفي اليوم الثاني جاء دور أبي عبيدة في القيادة ، فلم يكن له عمل إلا جمع الغنائم ، والانسحاب بالمسلمين المنتصرين !