قال السيد جعفر مرتضى حفظه الله في كتابه مختصر مفيد ( 6 / 182 ) : « وأما بالنسبة لاشتراك بعض المخلصين من كبار الصحابة في الفتوح ، فالظاهر هو أنهم كانوا غافلين عن حقيقة الأمر ، فكانوا يقصدون بذلك خدمة الدين ، ونصرة الإسلام والمسلمين ، مع عدم إطلاعهم على رأي الأئمة ( عليهم السلام ) في هذه الفتوحات . . أو لعل السلطة كانت تهتم في إرسالهم في مهمات كهذه ، وتمارس عليهم بعض الضغوط في ذلك » . انتهى . ولا يمكن الموافقة على هذه المقولة ، لأن أمثال سلماناً وأبا ذر وعماراً والمقداد وحذيفة والأشتر ، من حواري أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وغيرهم من خاصته المنقطعين إليه كخالد بن سعيد وهاشم المرقال ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة ، لا يمكن أن يغفلوا عن حقيقة الأمر ويجهلوا رأيه ( عليه السلام ) في مشاركتهم في الفتوحات ! ويكفي أن نقرأ أن خالد بن سعيد الأموي كان أول الذين خطبوا في المسجد النبوي وأدان أبا بكر واصطدم بعمر بشدة ، وقال لهم : ( والله لولا أني أعلم أن طاعة الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) وطاعة إمامي أولى بي ، لشهرت سيفي وجاهدتكم في الله ، إلى أن أبلي عذري ) ! وعندما أراد أبو بكر أن يسترضيه وقال له كما في الإستيعاب ( 2 / 422 ) : « ما لكم رجعتم عن عمالتكم ؟ ما أحد أحقّ بالعمل من عمّال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إرجعوا إلى أعمالكم . فقالوا : نحن بنو أبى أحيحة لا نعمل لأحد بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبداً » ! وكان خالد قال لا نبايع حتى يأمرنا علي ، وبعد شهرين أمره أن يبايع فبايع . ( أنساب الأشراف : 1 / 588 ) . ثم نراه قَبِل مرسوم أبي بكر بقيادة جيش الشام ! فلا تفسير له إلا أمر علي ( عليه السلام ) أو إشارته علي أبي بكر بأن يؤمَّره على غزو الروم .