responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قراءة جديدة للفتوحات الإسلامية نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 409


ونزع ثيابه وبقي بالسراويل ، وأخذ قوسه وتقلد بسيفه وجحفته وعاد إلى الميدان ، كأنه الظبية الخمصاء فوجد مالكاً النخعي قد سبقه إلى البطريق ، وكان مالك من الخطاط إذا ركب الجواد تسحب رجلاه على الأرض ، فنظر ضرار فإذا بمالك ينادي العلج : تقدم يا عدو الله يا عابد الصليب إلى الرجل النجيب ناصر محمد الحبيب ! فلم يجبه العلج لما داخله من الخوف منه .
قال : فجال عليه وهمَّ أن يطعنه فلم يجد للطعنة مكاناً لما عليه من الحديد فقصد جواده وطعنه في خاصرته ، فأطلع السنان يلمع من الجانب الآخر ، فنفر الجواد من حرارة الطعنة ، وهمَّ مالك أن يخرج الرمح فلم يقدر ، لأنه قد اشتبك في ضلوع الجواد وهو على ظهره ، لم يقدر أن يتحرك لأنه مزرر في ظهر الجواد بزنانير إلى سرجه . فنظر المسلمون إلى ضرار وقد أسرع إليه مثل الظبية حتى وصل إليه وضربه بسيفه على هامته فشطرها نصفين ، وأخذ سلبه .
فأتاه مالك وقال : ما هذا يا ضرار ، تشاركني في صيدي ! فقال : ما أنا بشريكك وإنما أنا صاحب السلب وهو لي ، فقال مالك : أنا قتلت جواده . فقال ضرار : رب ساع لقاعد ، آكل غير حامل . فتبسم مالك وقال : خذ صيدك هنأك الله به . قال ضرار : إنما أنا مازح في كلامي خذه إليك ، فوالله ما آخذ منه شيئاً وهو لك وأنت أحق به مني . ثم انتزع سلب العلج وحمله على عاتقه ، وما كاد أن يمشي به وهو يتصبب عرقاً . قال زهير بن عابد : ولقد رأيته وهو يسير به وهو راجل ومالك فارس ، حتى طرحه في رحل مالك .
فقال أبو عبيدة : بأبي وأمي والله قوم وهبوا أنفسهم لله ، وما يريدون الدنيا .

409

نام کتاب : قراءة جديدة للفتوحات الإسلامية نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست