وقال البلاذري : 1 / 156 : « وحدثني أبو حفص الدمشقي ، عن سعيد بن عبد العزيز قال : لما افتتح أبو عبيدة بن الجراح دمشق ، استخلف يزيد بن أبي سفيان على دمشق ، وعمرو بن العاص على فلسطين ، وشرحبيل على الأردن . وأتى حمص فصالح أهلها على نحو صلح بعلبك . ثم خلف بحمص عبادة بن الصامت الأنصاري ، ومضى نحو حماة ، فتلقاه أهلها مذعنين ، فصالحهم على الجزية في رؤوسهم والخراج في أرضهم . فمضى شيزر فخرجوا يكفرون ، ومعهم المقلسون ، ورضوا بمثل ما رضى به أهل حماة . وبلغت خيله الزراعة والقسطل ، ومر أبو عبيدة بمعرة حمص ، وهي التي تنسب إلى النعمان بن بشير ، فخرجوا يقلسون بين يديه . ثم أتى فامية ففعل أهلها مثل ذلك ، وأذعنوا بالجزية والخراج واستتم أمر حمص ، فكانت حمص وقنسرين شيئا واحداً » . أقول : لاحظ أن أهل المدن السورية استقبلوا أبا عبيدة والفاتحين المسلمين بالتكفير أي بوضع اليدين على الصدر أو البطن ، كما يفعل بعض المسلمين في الصلاة . وبالتقليس وهو نوع من العراضة الدينية تقوم بها مجموعة قساوسة وطلبة علم مسيحيين . فصالحهم أبو عبيدة على صلح أهل الشام ، أي على ضريبة سنوية على كل بالغ ، عدا النساء والأطفال والشيوخ ، وعلى احترام ملكياتهم وعدم التعدي عليها . وزعم بعض الرواة أنهم صالحوهم على نصف ملكيتهم ، ولا أساس له . وقال اليعقوبي : 2 / 141 : « فحصروا أهل حمص حصاراً شديداً ، ثم طلبوا الصلح فصالحهم عن جميع بلادهم على أن عليهم خراجاً مائة وسبعين ألف دينار ، ثم دخل المسلمون المدينة ، وبث أبو عبيدة عماله في نواحي حمص . ثم أتاه خبر ما