وقد تقدمت شهادة المؤرخين أن قادة الجيوش الأربعة أعطوا قيادة معركة مرج الصُّفَّر إلى خالد بن سعيد رضي الله عنه ، والسبب أنهم رأوا منه قيادته الناجحة في أجنادين ، فهو خطيب بليغ عميق الإيمان والتأثير في الجيش ، كما يظهر من وصيته لأبي بكر عندما ودعه في المدينة ، وهو يتقدم الفرسان في المبارزة والحملة ولا يقف وراء الناس كأبي عبيدة وخالد وعمرو العاص ! والمرجح أن تعبئة المسلمين في معركة فحل كانت نفسها في معركة مرج الصُّفَّر الآنفة ، التي كان قائدها خالد بن سعيد ، وكان الاشتباك وثقل المعركة على جيش شرحبيل ، أما يزيد بن أبي سفيان وجيشه فتركوه في الشام ليحفظ ظهرهم ، ولأنه والي الشام من قبل عمر . قال الطبري في تاريخ : 2 / 630 ، ونحوه تاريخ دمشق : 2 / 105 : « وساروا نحو فِحل ، وعلى الناس شرحبيل بن حسنة ، فبعث خالداً على المقدمة وأبا عبيدة وعمراً على مجنبتيه ، وعلى الخيل ضرار بن الأزور ، وعلى الرَّجْل عياض ، وكرهوا أن يصمدوا لهرقل وخلفهم ثمانون ألفاً ، وعلموا أن من بإزاء فحل جُنَّة الروم وإليهم ينظرون ، وأن الشام بعدهم سلم ، فلما انتهوا إلى أبى الأعور قدموه إلى طبرية فحاصرهم . ونزلوا على فحل من الأردن وقد كان أهل فحل حين نزل بهم أبو الأعور تركوه وأرزوا إلى بيسان ، فنزل شرحبيل بالناس فِحل والروم بيسان ، وبينهم وبين المسلمين تلك المياه والأوحال ، وكتبوا إلى عمر بالخبر وهم يحدثون أنفسهم بالمقام ولا يريدون أن يريموا فحل ، حتى يرجع جواب كتابهم من عند عمر ، ولا يستطيعون الإقدام على عدوهم في مكانهم ، لما دونهم من