« فالتقى خالد والقواد في وسطها ، هذا استعراضاً وانتهاباً وهؤلاء صلحاً وتسكيناً » بأنه حلال له ولجنوده وكانوا ست مئة ! ثم زعمت أن عمر بن الخطاب أقر ذلك فصار حلالاً بدون شبهة ! ثم كذبت الرواية فقالت : « وكان صلح دمشق على المقاسمة الدينار والعقار والدينار على كل رأس » لتبرر نهب الفاتحين للعقارات مع الأموال ! مع أن الصلح كان فقط على ضريبة سنوية على كل بالغ كما صرح الواقدي فقال : « قرأت كتاب خالد بن الوليد لأهل دمشق ، فلم أر فيه أنصاف المنازل والكنائس ، وقد رويَ ذلك ولا أدرى من أين جاء به من رواه ! ولكن دمشق لما فتحت لحق بشر كثير من أهلها بهرقل وهو بأنطاكية ، فكثرت فضول منازلها ، فنزلها المسلمون » . ( البلاذري : 1 / 146 ) . ومما ينقض قولهم إن خالداً فتح دمشق عنوةَ ، ما رواه الواقدي ( 2 / 295 ) قال : « ثم وصل إلى باب توما ومعه خمس مائة من السادات وأصحاب النجدة ، مثل الفضل بن العباس ، والفضل بن أبي لهب ، وزياد بن أبي سفيان بن الحرث وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، والمقداد بن الأسود ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن زيد ، ومسلم بن عقيل ، وأبي ذر الغفاري ، وعبادة بن الصامت ، وبحر بن مسلم ، وعقبة بن نافع ، والمغيرة بن شعبة ، والمسيب بن نجيبة الفزاري رضي الله عنهم . وعلت أصوات المسلمين بالتهليل والتكبير ، والقوم من أعلى الأسوار قد رطنوا بلغتهم وتصارخوا » . والرطن والتصارخ ليس مقاومة ؟ !