وقال الواقدي إن أبا عبيدة كان في المدينة فدعا الناس إلى الشام للجهاد ، فتقدم عبد الله بن جعفر الطيار : « ففرح أبو عبيدة وجعل يندب له رجالاً من المسلمين وفرسان الموحدين وقال له : أنت الأمير يا ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعقد له راية سوداء وسلمها إليه ، وكان على الخيل خمس مائة فارس ، منهم رجال من أهل بدر ، وكان من جملة من سيره مع عبد الله أبو ذر الغفاري ، وعبد الله بن أبي أوفى وعامر بن ربيعة ، وعبد الله بن أنيس ، وعبد الله بن ثعلبة ، وعقبة بن عبد الله السلمي ، وواثلة بن الأسقع ، وسهل بن سعد ، وعبد الله بن بشر ، والسائب بن يزيد ، ومثل هؤلاء السادات » . ثم وصف الواقدي سرية عبد الله بأسلوب مطول يصف كرامات عبد الله وشجاعته ، جاء فيه عن راهب : « فجعل يتأملنا وينظر في وجوهنا فتفقدنا واحداً بعد واحد ، ثم جعل يطيل النظر في وجه عبد الله ثم قال : أهذا الفتى ابن نبيكم ؟ فقلنا : لا . قال : إن نور النبوة يلوح بين عينيه ، فهل يلحق به ؟ فقلنا : هو ابن عمه . فقال الراهب : هو من الورقة والورقة من الشجرة » . ثم ذكر ذهاب الصحابي واثلة بن الأسقع لاستطلاع منطقة الروم : « وإذا بصاحب طرابلس قد زوج ابنته ملكاً من ملوك الروم ، وقد أتوا بالجارية إلى الدير ليأخذوا لها من راهبهم قرباناً ، وقد دار بها فرسان الروم المنتصرة في عددهم وعديدهم . . أكثر من عشرين ألفاً من عوام الروم والأرمن والنصارى والقبط واليهود من مصر والشام وأهل السواد والبطارقة والمنتصرة ، وأما المستعدون للحرب فخمسة آلاف فارس . . . فصعب ذلك على عبد الله بن جعفر وعلى