وننبه هنا : إلى أن عامة المعارك المزعومة في الفتوحات ، في الشام وفلسطين ومصر والعراق ، وفي مناطق عديدة من فارس ، إذا لم يكن مقابل المسلمين قوات رومية أو فارسية ، فهي معارك مكذوبة أو مضخمة ، وقد اخترعها رواة السلطة ليثبوا بطولات لمن يحبونهم ! 6 . عندما توجهت جيوش الفتح إلى الشام ، هرب هرقل من دمشق إلى حمص ، قال ابن العديم في تاريخ حلب : 1 / 581 : « وقد ذكر سعيد بن البطريق النصراني في تاريخه . . وكان هرقل قد تنحى من دمشق إلى حمص ، فلما سمع هرقل أن المسلمين قد أخذوا فلسطين والأردن وصاروا إلى البثنية ، خرج من حمص إلى مدينة أنطاكية ، ففرض الفروض واستنفر المستعربة من غسان وجذام ولخم وكل من قدر عليه من الأرمن ، وأقام عليهم قائداً من قواده يقال له ماهان ، ووجه بهم إلى دمشق ، وذكر أمر دمشق وفتحها ، وقال : وكل من أفلت من الروم من المقاتلة لحق بهرقل بأنطاكية ، فلما سمع هرقل أن دمشق قد فتحت قال : عليك السلام يا سورية ، ثم سار حتى دخل قسطنطينية » . أقول : الصحيح أن وداع هرقل لسوريا وهربه إلى القسطنطينية ، كان بعد انتصار المسلمين على جيشه في اليرموك . 7 . حاصر المسلمون دمشق وبعض المدن والقصبات ، فقبلت بالصلح والجزية ولم يكن فيها قتال يذكر ، وتأخرت دمشق في قبول الصلح ، على أمل أن يرسل