وجعل يذكر ما كان منه بالقادسية وغيرها من الحروب المتقدمة ، ثم سار طليحة حتى نزل المدائن . ورحل النعمان بن مقرن بالمسلمين ، حتى إذا تقارب من المدائن . . ورحل طليحة في أصحابه على المقدمة حتى نزل الدسكرة ، وجاء النعمان بن مقرن فنزل المدائن وأقام بها ثلاثة أيام ، ثم رحل منها يريد الدسكرة ، ورحل طليحة على مقدمته ، فلم يزل كذلك حتى صار إلى حلوان ، وبها يومئذ قائد من قواد كسرى يقال له شادوه بن آزاد مرد ، في نيف وعشرة آلاف من الفرس ، فلما أحس بجنود المسلمين أنها قد استشرفت على حلوان ، خرج هارباً في جميع أصحابه حتى صار إلى قرماسين فنزلها . ونزل طليحة بن خويلد حلوان في أربعة آلاف فارس ، وأقبل النعمان في جيشه الأعظم حتى نزل بحلوان ، وأقام بها أياماً حتى استراح المسلمون وأراحوا خيولهم . قال : ثم دعا النعمان برجل من فرسان العرب ممن كان مع أبي عبيدة بن الجراح بالشام يقال له قيس بن هبيرة المرادي ، فقال له : يا قيس ، أنت تعلم أن طليحة بن خويلد قد كان على مقدمة المسلمين من الكوفة إلى حلوان ، وقد أحببت أن تكون مقدمتي من هاهنا إلى هذا البلد الذي يقال له قرماسين . فقال قيس بن هبيرة : أفعل ذلك أيها الأمير . قال : فضم إليه النعمان بن مقرن أربعة آلاف فارس من أشد عسكره ، فسار قيس بن هبيرة من حلوان على مقدمة المسلمين ، وجعل يذكر ما كان منه بأرض الروم والقادسية وغير ذلك .