الثانية يقيمون في المساجد يعمرونها بالأذان والصلاة ، لكيلا تعطل الصلاة - ويأخذون الجزية من أهل العهد لكيلا ينتقضوا عليك . والفرقة الثالثة يسيرون إلى إخوانهم من أهل الكوفة . ويصنع أهل الكوفة أيضاً كصنع أهل البصرة ، ثم يجتمعون ويسيرون إلى عدوهم ، فإن الله عز وجل ناصرهم عليهم ومظفرهم بهم ، فثق بالله ولا تيأس من روح الله إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ . قال : فلما سمع عمر مقالة علي كرم الله وجهه ومشورته أقبل على الناس وقال : ويحكم ! عجزتم كلكم عن آخركم أن تقولوا كما قال أبو الحسن ! والله ، لقد كان رأيه رأيي الذي رأيته في نفسي ! ثم أقبل عليه عمر بن الخطاب فقال : يا أبا الحسن ، فأشر علي الآن برجل ترتضيه ويرتضيه المسلمون أجعله أميراً وأستكفيه من هؤلاء الفرس ، فقال عليٌّ : قد أصبته ، قال عمر : ومن هو ؟ قال : النعمان بن مقرن المزني ، فقال عمر وجميع المسلمين : أصبت يا أبا الحسن ! وما لها من سواه . قال : ثم نزل عمر عن المنبر ، ودعا بالسائب بن الأقرع بن عوف الثقفي فقال : يا سائب ! إني أريد أن أوجهك إلى العراق ، فإن نشطت لذلك فتهيأ ، فقال له السائب : ما أنشطني لذلك . . . » . انتهى . وفي تاريخ الطبري : 3 / 209 : « وكتب إليه أيضاً عبد الله ( ابن مسعود ) وغيره ، بأنه قد تجمع منهم خمسون ومائة ألف مقاتل ، فإن جاؤونا قبل أن نبادرهم الشدة ، ازدادوا جرأة وقوة . . . ثم نقل الطبري مشورة عمر للصحابة ، وكلام طلحة وعثمان . . فعاد عمر فقال : إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا . فقام علي