فأتى أبا موسى مستسراً فقال : تؤمنني على نفسي وأهلي وولدي ومالي وضياعي حتى أعمل في أخذك المدينة عنوة . . . قال الرجل ، وكان اسمه سينه » . وقال ابن سعد في الطبقات : 5 / 90 : « ثم نزل أهل القلعة على حكم عمر فبعث أبو موسى بالهرمزان إليه ومعه اثنا عشر أسيراً من العجم عليهم الديباج ومناطق الذهب وأسورة الذهب . . . فاستسقى الهرمزان ماء ، فقال عمر : لا نجمع عليك القتل والعطش فدعا له بماء فأتوه بماء في قدح خشب فأمسكه بيده فقال عمر : إشرب لا بأس عليك إني غير قاتلك حتى تشربه ، فرمى الإناء من يده وقال : يا معشر العرب ، كنتم وأنتم على غير دين نتعبدكم ونقضيكم ونقتلكم ، وكنتم أسوأ الأمم عندنا حالاً وأخسها منزلة ، فلما كان الله معكم لم يكن لأحد بالله طاقة ، فأمر عمر بقتله ، فقال : أوَلم تؤمني ؟ قال : وكيف ؟ قال : قلت لي تكلم لا بأس عليك ، وقلت : إشرب لا بأس عليك ، لا أقتلك حتى تشربه ! فقال الزبير بن العوام وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدري : صدق . فقال عمر قاتله الله أخذ أماناً ولا أشعر ، وأمر فنزع ما كان على الهرمزان من حلية وديباجه وقال لسراقة بن مالك بن جعثم وكان نحيفاً أسود دقيق الذراعين كأنهما محترقان : إلبس سواري الهرمزان فلبسهما ولبس كسوته ، فقال عمر : الحمد لله الذي سلب كسرى وقومه حليهم وكسوتهم ، وألبسها سراقة بن مالك . . قال أنس بن مالك : ما رأيت رجلاً بطِناً ، ولا أبعد أخمص ( أصابع ) ، ولا أبعد ما بين المنكبين ، من الهرمزان » .