أهل فارس ، فلما انهزم يوم القادسية كان وجهه إلى أمته فملكهم ، وقاتل بهم من أرادهم ، فكان الهرمزان يغير على أهل ميسان ودست ميسان من وجهين ، من مناذر ونهرتيري ، فاستمد عتبة بن غزوان سعداً ، فأمده سعد بنعيم بن مقرن ونعيم بن مسعود ، وأمرهما أن يأتيا أعلى ميسان ودست ميسان حتى يكونا بينهم وبين نهرتيري ، ووجه عتبة بن غزوان سلمى بن القين وحرملة بن مريطة ، وكانا من المهاجرين مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهما من بني العدوية من بني حنظلة ، فنزلا على حدود أرض ميسان ودست ميسان ، بينهم وبين مناذر ، ودعوا بني العم فخرج إليهم غالب الوائلي وكليب بن وائل الكليبي ، فتركا نعيماً ونعيماً ونكبا عنهما ، وأتيا سلمى وحرملة وقالا : أنتما من العشيرة وليس لكما مترك ، فإذا كان يوم كذا وكذا فانهدا للهرمزان ، فإن أحدنا يثور بمناذر والآخر بنهر تيري ، فنقتل المقاتلة ثم يكون وجهنا إليكم ، فليس دون الهرمزان شئ إن شاء الله . . فالتقوا هم والهرمزان بين دلث ونهر تيري ، وسلمى بن القين على أهل البصرة ، ونعيم بن مقرن على أهل الكوفة فاقتتلوا ، فبينا هم في ذلك أقبل المدد من قبل غالب وكليب ، وأتى الهرمزان الخبر بأن مناذر ونهر تيري قد أخذتا ، فكسر الله في ذرعه وذرع جنده وهزمه وإياهم ، فقتلوا منهم ما شاؤوا وأصابوا منهم ما شاؤوا ، واتبعوهم حتى وقفوا على شاطئ دجيل » . وقال الدينوري في الأخبار الطوال / 129 : « ولما انتهت هزيمة العجم إلى حلوان ، وخرج يزدجرد هارباً . . قال له رجل من خاصته وأهل بيته يسمى هرمزان ، وكان خال شيرويه بن كسرى أبرويز : أيها الملك إن العرب قد اقتحمت عليك