وفي تاريخ خليفة / 155 ، و 157 : « وفيها ( سنة 45 ) وليَ معاوية عبد الله بن سوار العبدي بلاد مكران ( منطقة بلوشستان الإيرانية ) سنة سبع وأربعين ، فيها غزا عبد الله بن سوار العبدي القيقان ، فجمع له الترك فقتل عبد الله بن سوار » . أقول : وقد ورث عبد الله بن سوار هذا المجد الجهادي عن أبيه سوار رضي الله عنه . قال البلاذري : 2 / 476 : « إن شهرك مرزبان فارس وواليها أعظمَ ما كان من قدوم العرب فارس واشتد عليه ، وبلغته نكايتهم وبأسهم وظهورهم على كل من لقوه من عدوهم . فجمع جمعاً عظيماً وسار بنفسه حتى أتى راشهر من أرض سابور ، وهي بقرب توج ، فخرج إليه الحكم بن أبي العاص وعلى مقدمته سوار بن همام العبدي ، فاقتتلوا قتالاً شديداً . وهناك واد قد وكل به شهرك رجلاً من نقابه في جماعة ، وأمره أن لا يجتازه هارب من أصحابه إلا قتله ! فأقبل رجل من شجعاء الأساورة مولياً من المعركة فأراد الرجل قتله فقال له : لا تقتلني فإنما نقاتل قوماً منصورين ، الله معهم ، ووضع حجراً فرماه ففلقه ثم قال : أترى هذا السهم الذي فلق الحجر ؟ والله ما كان ليخدش بعضهم لو رميَ به . قال : لا بد من قتلك ، فبينا هو في ذلك إذ أتاه الخبر بقتل شهرك ، وكان الذي قتله سوار بن همام العبدي ، حمل عليه فطعنه فأذراه عن فرسه ، وضربه بسيفه حتى فاضت نفسه ، وحمل ابن شهرك على سوار فقتله . وهزم الله المشركين وفتحت راشهر عنوة ، وكان يومها في صعوبته وعظيم النعمة على المسلمين فيه كيوم القادسية . وتوجه بالفتح إلى عمر بن الخطاب عمرو بن الأهتم التيمي ، فقال : < شعر > جئت الإمام بإسراع لأخبره * بالحق من خبر العبدي سوار أخبار أروع ميمون نقيبته * مستعمل في سبيل الله مغوار » . < / شعر >