المسألة الثانية لا تصح رواية الطبري جغرافياً ، فإن الأمر المعقول في فتح فارس من البحرين أو البصرة ، أن يتخذ الجيش قاعدته في سيراف ، التي تقع مقابل البحرين ، وهي ميناء جم الإيراني الفعلي ، ويتجه منها إلى إصطخر وشيراز . وقد ذكرت رواية أن جيش العلاء فتح جزيرة وبنى فيها مسجداً ، ولعلها كاوان ، ثم توغل صعوداً في الجبال إلى إصطخر ، التي تقع قرب شيراز على بعد نحو 180 كيلومتراً من البحر ، حسب خرائط إيران ، فلقيهم القائد الفارسي شهراك ملك منطقة كرمان ، فوقعت بينهم معركة في تخت طاووس قرب شيراز وتسمى اليوم تخت جمشيد ، وانتصر المسلمون لكنهم قرروا أن يرجعوا إلى الساحل ليصلهم المدد ، فيهاجموا شيراز أو كرمان . وعندما رجعوا وجدوا أن الفرس أغرقوا سفنهم فأرسلوا إلى العلاء ليمدهم ، لكن عمر غضب عليه ، وأرسل لهم أن يعودوا ! أما مقولة إنهم علقوا وحاصرهم الفرس ، وإن أبا سبرة جاء باثني عشر ألفاً فأنقذهم ، فلا تصح ، لأن الذي خاض معركة مع القائد شهراك أو شهرك أو سهرك ، في طاووس هو خليد ، وليس أبا سبرة . ففي معجم البلدان ( 4 / 8 ) وفي الأربعين البلدانية لابن عساكر ( 4 / 8 ) أيضاً : « طاووس : موضع بنواحي بحر فارس ، كان العلاء الحضرمي أرسل إليه جيشاً في البحر من غير إذن عمر ، فسخط عليه وعزله ، وراح إلى الكوفة إلى سعد بن أبي وقاص لأنه كان يعضده فمات في ذي قار ، وقال خليد بن المنذر في ذلك :