والترجمان بن فلان ، والحصين بن أبي الحر ، والأحنف بن قيس ، وسعد بن أبي العرجاء ، وعبد الرحمن بن سهل ، وصعصعة بن معاوية ، فخرجوا في اثنى عشر ألفاً على البغال ، يجنبون الخيل ، وعليهم أبو سبرة بن أبي رهم أحد بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، والمسالح على حالها بالأهواز والذمة ، وهم ردء للغازي والمقيم ، فسار أبو سبرة بالناس وساحَلَ لا يلقاه أحد ولا يعرض له ، حتى التقى أبو سبرة وخليد بحيث أخذ عليهم بالطرق غبَّ وقعة القوم بطاوس وإنما كان ولى قتالهم أهل إصطخر وحدهم والشذاذ من غيرهم ، وقد كان أهل إصطخر حيث أخذوا على المسلمين بالطرق وأنشبوهم ، استصرخوا عليهم أهل فارس كلهم ، فضربوا إليهم من كل وجه وكورة ، فالتقوا هم وأبو سبرة بعد طاوس ، وقد توافت إلى المسلمين أمدادهم وإلى المشركين أمدادهم ، وعلى المشركين شهرك ، فاقتتلوا ففتح الله على المسلمين وقتل المشركين ، وأصاب المسلمون منهم ما شاؤوا . وهي الغزاة التي شرفت فيها نابتة البصرة ( ناشئتهم وأولادهم ) وكانوا أفضل نوابت الأمصار ، فكانوا أفضل المصريْن نابتةً . ثم انكفؤوا بما أصابوا وقد عهد إليهم عتبة وكتب إليهم بالحث وقلة العرجة ، فانضموا إليه بالبصرة فخرج أهلها إلى منازلهم منها ، وتفرق الذين تنقذوا من أهل هجر إلى قبائلهم ، والذين تنقذوا من عبد القيس إلى موضع سوق البحرين . ولما أحرز عتبة الأهواز وأوطأ فارس ، استأذن عمر في الحج فأذن له ، فلما قضى حجه استعفاه فأبى أن يعفيه وعزم عليه ليرجعن إلى عمله ، فدعا الله ثم انصرف فمات في بطن نخلة فدفن ! وبلغ عمر فمر به زائرا لقبره وقال أنا قتلتك لولا أنه