بالبحرين ، فأقبل أبان بن سعيد إلى المدينة وترك عمله ، فأراد أبو بكر الصديق أن يرده إلى البحرين فأبى وقال : لا أعمل لأحد بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي ، فدعاه فقال : إني وجدتك من عمال رسول الله الذين ولَّى ، فرأيت أن أوليك ما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولاك ، فعليك بتقوى الله . فخرج العلاء بن الحضرمي من المدينة في ستة عشر راكباً معه فرات بن حيان العجلي دليلاً ، وكتب أبو بكر كتاباً للعلاء بن الحضرمي أن ينفر معه كل من مر به من المسلمين إلى عدوهم ، فسار العلاء فيمن تبعه منهم ، حتى نزل بحصن جواثا فقاتلهم فلم يفلت منهم أحد . ثم أتى القطيف وبها جمع من العجم فقاتلهم فأصاب منهم طرفاً وانهزموا ، فانضمت الأعاجم إلى الزارة فأتاهم العلاء فنزل الخط على ساحل البحر ، فقاتلهم وحاصرهم إلى أن توفي أبو بكر وولي عمر بن الخطاب ، وطلب أهل الزارة الصلح فصالحهم العلاء . ثم عبر العلاء إلى أهل دارين فقاتلهم ، فقتل المقاتلة وحوى الذراري . وبعث العلاء عرفجة بن هرثمة إلى أسياف فارس فقطع في السفن ، فكان أول من فتح جزيرة بأرض فارس ، واتخذ فيها مسجداً ، وأغار على باريخان والأسياف ، وذلك في سنة أربع عشرة » . هكذا روى ابن سعد بداية فتح إيران من جهة البصرة ، فقد بدأ به العلاء وأرسل القائد الأزدي عرفجة ، الذي كان رئيس بجيلة وتركهم ، وعاد إلى قومه الأزد . وعبر عرفجة بجنوده من بني عبد القيس ومن انضم إليهم من الأزد في سفنهم إلى الساحل الفارسي الذي يقابل البحرين ، ويظهر أنه ميناء سيراف الذي يسمى الآن