خالد بن سعيد في مقدمة الناس يحرض الناس على القتال ، ويرغبهم في الشهادة فحملت عليه طائفة من العدو فقاتلهم . . . » . فكيف يقاتل العدو الذي كان في آخر الناس ، وبينه وبين العدو جيش من خمسين ألفاً كما ذكروا ! وأمثلةٌ كثيرة تجدها في بحوث الكتاب ، تُقنعك بأن المحدثين أكثر إعمالاً لهواهم من المؤرخين ، وأن الفتوح تحتاج إلى قراءة جديدة ، لمعرفة واقعها . على ضوء ما تقدم ، جعلنا الفصل الأول من هذا الكتاب لبحث الأصل القانوني والفقهي للفتوحات . والفصل الثاني لبيان التمهيدات الربانية التي سهلت على المسلمين فتح فارس وبلاد الشام ومصر . وخصصنا الفصل الثالث لتقديم الصورة الشاملة لقرائتنا للفتوحات . ثم عقدنا الفصل الرابع للقادة الذين نسبت لهم السلطة بطولة معارك الفتوح . والفصل الخامس للقادة الحقيقيين الذين حققوا الانتصارات للمسلمين . وبما أن هؤلاء القادة وأولئك كثيرون ، فقد أخذنا منهم نماذج وترجمنا لهم ، وكل ذلك من مصادر أتباع الحكومات . آملين أن يكون جهداً مفيداً في تكوين صورة واقعية للفتوحات ، وتحرير أذهاننا المسلمين من الصورة الخيالية التي سوَّقتها الحكومات ، وغشَّتْ بها أجيالهم ، وربتهم عليها في الكتاتيب ، وفي المدارس الرسمية الحديثة . كتبه : علي الكَوْراني العاملي قم المشرفة في السادس والعشرين من محرم الحرام 1432